الملاحظ لكل متتبع للواقع التربوى فى البلاد العربية و الاسلامية انها تشهد عملية تطوير و تحديث للمناهج و للبرامج التعليمية لمواكبة التطورات البيداغوجية المعتمدة فى البلدان الاوروبية خاصة... مثل الاعتماد على بيداغوجيا الادماج و التدريس بالكفايات واعتماد التدريس بالوضعيات و قد تم تبنى عدة نظريات تربوية حديثة كالبنائية او السلوكية بعدما ثبت نجاحها فى البلدان الممارسة لها منذ سنوات عديدة
و تبين نجاحها من خلال تمكينها المتعلم من اكتساب مهارات اساسية كالمبادرة الذاتية و القدرة على الابداع و تمكين المتعلم من انجاز مشروعه اثناء الدراسة لتعويده التعويل على الذات عند مغادرته مقاعد الدراسة فلا يبقى عاطلا لانه سيعمل على بعث مشروعه الخاص و سيشغل معه عددا آخر من الافراد
و النجاح الملاحظ فى البلدان الاروبية و الغربية عموما هو انها لا تستهين بقدرات الطفل على الابتكار و الابداع منذ سن الطفولة بل ان التعليم يساعد بقسط كبير فى تنمية هذه القدرات الفردية من خلال الاعتماد على حل المشكلات فى الدراسة و تمكين الطفل من الاعتماد على نفسه فى حلها دون اسقاط الحلول جاهزة او املائها عليه دون ان يكتشفها بنفسه
و قد ادركت الدول المتقدمة ان تواصل تقدمها رهين بتربية جيدة لاجيالها القادمة و ادراكها ان الطفل يحتاج الى امتلاك الثقة فى النفس و الاستقلالية فى التفكير و العمل حتى يتمكن من حل مشاكل واقعه بكل كفاءة و اقتدار لانه يمتلك القدرات الذهنية الازمة لذلك و يبقى دور المربى فى المدرسة او البيت ان ان يمكنه من اكتشاف قدراته بنفسه بالممارس و اكتساب التجارب مما يتعلمه فى القسم او البيت
ان الواقع الذى سيعيشه الطفل لن يكون مشابها للواقع الذى يدرسه اليوم فى القسم لان الواقع يتطور بسرعة اكبر مما نتصور لذلك ادرك خبراء التربية ان اهم وظائف المدرسة و المربين عموما هو تمكين الطفل من الادوات الازمة للتعامل مع المحيط للتاثير فيه و تطويره وهذه الادوات او الاسلحة الازمة للمواجهة انما هى من اهم حاجيات الطفل كامتلاك قوة الارادة و الثقة فى النفس و المثابرة على العمل و الاعتماد على الذات و حب المعرفة و الترب المتواصل على حل قضايا الواقع و الشعور بان لكل فرد دوره الاساسى فى المجتمع
وكل هذه الحاجيات كامنة ومتصلة فى ذات كل فرد و لكنها تتطلب تربية طويلة وصعبة لابرازها لكى تصبح سلوكا راسخا لدى الطفل يمارسه بتلقائية و اقتناع و يتغلب على عوامل الكسل و الاتكال و التهاون و الاستكانة للواقع او العجز عن حل قضاياه ...ان دور المربى يشبه الساعة المنبهة بان الوقت قد حان للاستيقاظ و الذهاب الى العمل و لم يبقى للمتعلم سوى الاقبال على العمل و المبادرةو المثابرة بلا كلل لانه يدرك ان توفر هذه الشروط سيحقق له كل ما يرغب فيه مهما كان صعب المنال.
التسميات
تربية