حاجة الطفل الى التعاون و الاشتراك مع غيره.. توجيه اهتمام الاطفال الى الغايات النافعة وهى التعاون المشترك و غرس الحس الاجتماعى لديهم

ان اعتماد المدرسة على اللغة فى التعليم و التربية امر لا يخلو من المخاطر وهو خطر ملحوظ فى الواقع  حسب الباحث جون ديوى فى كتابه ” الديمقراطية و التربية ” فالتعليم ليس مجرد اخبار للمتعلم عن الاشياء و انما هى عملية فعالة و ايجابية و رغم الاقرار بهذا المبدا نظريا فاننا لا نمارسه عمليا فلا بد من توجيه اهتمام الاطفال الى الغايات النافعة وهى التعاون المشترك و غرس الحس الاجتماعى لديهم ليكونوا شخصية مستقلة نافعة للمجتمع بينما الاقتصار على النظريات الفكرية سيجعل الافراد معزولين عن المجتمع  و افضل اساليب التوجيه  هو العمل المشترك و تسخير مواهبهم و ارادتهم فى القيام بالتجارب و ممارسة الانشطة الجماعية لحل المشكلات الممفترضة مما يجعلهم اقرب الى الواقع و يدربهم على اكتساب المهارات الذاتية و عدم الاقتصار على النظريات و حفظها مجردة دون التثبت من صحتها و نجاعتها و اهميتها فى المحيط الاجتماعى
ان الدوافع الكامنة لدى الافراد تنمو بالعمل و بالممارسة دون الاكراه المادى و قوام الممارسة هو تركيز دوافع الفرد خلال ساعة محددة لتحقيق هدف محدد لادخال التنظيم و الاستمرارية فى اعماله المتسلسلة…. و يمكن اثارة المنبهات الازمة لهذه الاعمال كالامر و النهى و الاستحسان للتاثير فى اعمال الاطفال و لعل اهم هذه المنبهات هو التنافس فى تحقيق هدف مشترك و السعى الى تحقيق الغاية المشتركة يولد التفاهم لان الهدف واحد و ان اختلفت الاعمال و الانشطة المنجزة.
و الفهم المشترك لوسائل العمل و اهدافه هو جوهر السيطرة الاجتماعية لانها اعمال غير مباشرة تقوم على العاطفة و الفكر و ليس عملا فرديا مباشرايقوم على الفكر فقط… وهو عمل يلبى رغبة داخلية لدى الاطفال وهى الميل الى تحقيق الهدف من خلال التعاون لتصبح مصلحة الفرد و فهمه للاشياء متشابهة مع الغير مما يكسبه الثقة فى نفسه بصفته عضوا نافعا و مفيدا لمن يحيطون به بما قدمه لهم من نتائج و اعمال تم اثبات جدواها ضمن حصص الدروس… كما يدرك الاطفال حدود قدراتهم و اخطائهم مما يدفعهم الى العمل و المثابرة لاصلاح الاخطاء و تحويلها الى دوافع للتحسين و التطور الذاتى و الجماعى ….

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال