مشكلة الجامعة العربية كعقبة أمام الرقي بالأمة العربية.. ضياع فلسطين وتتابع النكبات والنكسات

بذرة فكرة تأسيس الجامعة العربية هي بالأساس فكرة بريطانيا دعى لها وزير الخارجية البريطانية أنتوني إيدين في إحدى خطاباته عام 1941 استعطافاً لشعور البعض من المفكرين العرب الذين كانوا يتطلعون لتحقيق نوع من أنواع الوحدة وجمع شمل العرب وتقوية روابطهم الثقافية والسياسية والاقتصادية، وفي بداية عام 1943 صرح أنتوني أيدن في مجلس العموم البريطاني أن "حكومته تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمي الى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية". في عام 1944 وبدعوة من رئيس وزراء مصر مصطفى النحاس عقد اجتماع في القاهرة بينه وبين رئيس الوزراء السوري جميل مردم بيك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري. بحثت في ذلك الاجتماع مسألة إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها. في آذار/مارس 1944 أعلن رئيس الوزراء المصري استعداد حكومته الاتصال بالحكومات العربية واستطلاع أرائها حول مناقشة فكرة قيام الوحدة. وفعلا حصلت مشاورات ثنائية بين الجانب المصري وممثلين عن كل من سوريا والأردن والعراق ولبنان واليمن والمملكة العربية السعودية والتي تمخضت عن خروج اتجاهين حول موضوع الوحدة. الاتجاه الأول، دعى إلى تكوين وحدة إقليمية فرعية أو جمهورية عمادها سوريا الكبرى (الهلال الخصيب). أما الاتجاه الثاني فقد كان متفرعا إلى شقين. الشق الأول منه دعا إلى تكوين وحدة أكبر وتشتمل على وحدة جميع الدول العربية المستقلة في كيان فيدرالي أو كونفيدرالي بينما الشق الثاني كان يدعو إلى وحدة وسطية يتحقق فيها التعاون والتنسيق بين الدول المنضمة إلى الجامعة العربية في سائر المجالات وتحافظ فيه هذه الدول على استقلالها وسيادتها. وخلال اجتماعات اللجنة التحضيرية المتكونة من ممثلين عن مصر والعراق والأردن وسوريا ولبنان واليمن (بصفة مراقب) التي عقد في سبتمبر/أكتوبر عام 1944 في القاهرة نجح الاتجاه الذي كان يدعو إلى إقامة وحدة وسطية بين الدول العربية المستقلة والتي فيها تحتفظ هذه الدول على استقلالها وسيادتها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال