أزمة ضعف الأمة العربية السياسي والعسكري رغم امتلاكها طاقات بشرية كبيرة وخيرات هائلة ومتعددة وأموال ضخمة

الأمة العربية أمة ضعيف سياسيا وعسكريا على الرغم من امتلاكها طاقات بشرية كبيرة وخيرات هائلة ومتعددة وأموال ضخمة يمكنها من خلالها الدفاع عن مصالحها الحيوية والتأثير السياسي في المسرح الدولي. سبب هذه الضعف هو تشرذم الأقطار العربية وتعدد ولاءاتها إلى قوى خارجية وعدم استطاعة حكامها الوصول إلى صيغة توافقية ثابتة في اتخاذ القرارات الحاسمة والصائبة والهادفة من أجل حماية حقوقها وتعزيز موقعها على المستوى الإقليمي والعالمي. هذا الضعف المزمن جعل العديد من الأقطار العربية إلى الاستسلام إلى الإمبريالية الأمريكية والرضوخ إلى شروطها والخنوع إلى الكيان الصهيوني والاعتراف به وتبرير أفعاله القمعية والإجرامية ضد شعبنا العربي الفلسطيني المغدور. كذلك عدم استطاعة الحكام العرب إلى الوصول إلى صيغة معينة للتعامل مع إيران الخمينية جعل حكام الأخيرة يستهزأون بالحكام العرب خصوصا حكام إمارات الخليج العربي ويشتمونهم في عقر دارهم حينما كانوا يطلقوا على الخليج العربي اسم الخليج "الفارسي" ويطالبون بضم البحرين إلى إيران إضافة إلى ضم الجزر الخليجية الثلاثة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى) وقمع شعب الأحواز العربي والتدخل السافر في العراق المحتل. الضعف المخزي اتجاه إيران الصفوية حدى بالكثيرة من المسؤولين الكبار في الإمارات الخليجية من ضمنها إمارة كاظمة إلى زيارة طهران وإعلان الطاعة لحكامها من خلال توقيع بروتوكولات تقوية العلاقات التجارية والسياسية خوفا من تأجيج الصراعات الطائفية فيها من خلال عملاء إيران من الشيعة الصفوية القاطنين في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية.
جيوش الأقطار العربية في أغلب الأحيان تستعمل سلاحها المتعدد المصادر ليس للدفاع عن حقوق الأمة العربية وحماية حدودها بل لقمع شعوبها ومساعدة القوى الخارجية ضد الأقطار العربية وهذا ما حصل في حرب الخليج عام 1991 وفي عملية غزو واحتلال العراق عام 2003 حيث أن في الحرب الأولى وكما ذكرنا أعلاه ساهمت جيوش عربية في ضرب العراق تحت قيادة القوات الأمريكية، وفي حرب غزو واحتلال العراق ساهمت القيادات السياسية والعسكرية العربية المجاورة للعراق إلى تقديم التسهيلات والخدمات اللوجستية والمخابراتية للقوات الغازية حيث أن جيوش الغزاة انطلقت ودخلت العراق من أراضي عربية وقلعت طائراتهم من مطارات عسكرية وقواعد متواجدة في أراضي عربية هذا إضافة إلى سماح النظام المصري للأساطيل الأمريكية المرور عبر قناة السويس لضرب العراق.
سبب ضعف الأمة العربية عسكريا هو عدم وجود جيش عربي واحد أو موحد ويرجع سبب ذلك أيضا إلى تشرذم الأقطار العربية حيث أن العقائد العسكرية للجيوش العربية عقائد مختلفة وكذلك مصادر تسليحها ونوعية تسليحها وتدريبها أيضا مختلف. إضافة إلى ذلك انعدام التنسيق بين القيادات العسكرية في الأقطار العربية ولم نسمع في يوم من الأيام أن هذه الجيوش عملت تدريبات عسكرية مشتركة أو رسم خطط دفاعية مشتركة أو تبادل معلومات إستخباراتية عسكرية مشتركة وهذا ما لاحظناه حينما قصف الكيان الصهيوني مفاعل تموز النووي جنوب بغداد عام 1981 أثناء الحرب العراقية-ألإيرانية.
السبب الرئيسي الأخر لضعف الجيوش العربية هي اعتمادها على استيراد أسلحتها من الخارج وعدم وجود صناعات عسكرية متطورة في العالم العربي وليس هناك معاهد بحوث لتطوير صناعة الأسلحة ولهذا فإن قابلية الجيوش العربية في الدخول في حرب طويلة مع جهة ما محدودة جدا وتعتمد على علاقة الدول المصدرة للأسلحة مع الدول المتحاربة والتي في النهاية قد تقرر مصير من الذي سيخرج منتصرا في الحرب.
ماعدا انتصار الجيش العراقي في حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق وصمود المقاومة العراقية المسلحة الباسلة في حربها المقدسة ضد قوات الاحتلال الأمريكي فإن الضعف المزمن في الآلة العسكرية العربية وغياب التنسيق بين جيوش الأقطار العربية أو تأمر بعضها على البعض قد أدى إلى هزائم مخزية ونكبات سوداء لهذه الأمة ومن هذه الهزائم الرئيسية هي:
أ - هزيمة الخامس من حزيران عام 1967.
ب - فشل حرب السادس من تشرين أول/أكتوبر عام 1973 في تحقيق أهدافها المرجوة.
ت - الغزو الصهيوني للبنان عام 1982.
ث - حرب الخليج عام 1991 ومشاركة الجيوش العربية مع القوات الأمريكية في حربها ضد العراق.
ج - حرب غزو واحتلال وتدمير العراق عام 2003.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال