ما عدا سير الأحداث الإيجابية في العراق بعد ثورة 17-30 يوليو/تموز عام 1968 ونجاح تأميم نفطه وتسخير موارده لبناء الوطن صناعيا وعلميا وعسكريا وتحسين الظروف المعاشية لشعبه ولحد نهاية عام 1990 رغم ظروف حرب الثمان سنوات مع إيران فإن الأمة العربية ومنذ هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 ولحد يومنا هذا كانت ومازالت تعاني من الهزائم المستمرة أمام التحديات الداخلية والخارجية منها الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية والعسكرية والصحية حيث أن المواطن العربي العادي في جميع الأقطار العربية كان ومازال يعاني من أزمات البطالة وشدة الفقر والجوع المدقع وجهل الوعي الفكري والسياسي ويعاني أيضا من الأمراض النفسية والسريرية بينما حكام البلدان العربية وعوائلهم وأقربائهم وحاشياتهم والمستفيدين من بقاء هؤلاء الحكام في دفة الحكم ينعمون بخيرات الشعب وعلى حساب عموم الشعب حيث أن وفي كثير من الأمثلة اصبحت خيرات الشعب وموارده المالية ملك صرف لهؤلاء الحكام وعوائلهم والأقربون منهم يتصرفون بها حيث ما أرادوا وحيث ما شاءوا. مثال على ذلك هو سيطرة العائلة المالكة في السعودية وحكام الإمارات الخليجية على الموارد المالية للصادرات النفطية واستخدامها ليس فقط في مشاريع البناء الشكلية داخل تلك الدول وخارجها بل أيضا في التآمر على البلدان العربية مثل العراق وسوريا ولبنان، وكذلك في المضاربات المالية وشراء العقارات في الدول الأوربية والولايات المتحدة واليابان وشراء الأسهم في البنوك وشركات صناعة السيارات والأسلحة الغربية. بسبب تلك المضاربات والمغامرات المالية فقد خسرت إمارات الخليج العربي والسعودية مئات المليارات من الدولارات (حوالي 350 مليار) خلال الأزمة الاقتصادية والمالية التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية وعصفت بكل اقتصاديات العالم وأخيرا وصل التلكؤ الاقتصادي الى دبي التي عجزت عن دفع ديونها المستحقة الآن والتي تقدر بأكثر من 80 مليار دولار أمريكي. فلو استغلت هذه الأموال العربية في استثمارات داخل الوطن العربي خصوصا في الأقطار الفقيرة لتطوير الإنسان العربي ولخلق فرص عمل للمواطنين العرب من خلال بناء المصانع ومعاهد البحوث الطبية والصناعية، وبناء المستشفيات والمدارس والقضاء على الأمية ومساعدة الجامعات لرفع المستوى التعليمي، وتحسين أساليب الإنتاج الزراعي والحيواني.. الخ لما ذهبت تلك الأموال مهب الريح هباءً منثورا وفي جيوب مدراء كبار البنوك الأمريكية والمضاربين في الأسواق المالية. لقد كتبنا سابقا عدة مقالات بهذا الخصوص منها كانت: فقاعات دول وإمارات الخليج العربي... متى تنفجر؟!!!، دولار النفط العربي في خدمة الخطط الصهيو-أمريكية لتدمير العروبة والإسلام، مملكة الشر السعودية وجدارها العازل إلى أين؟!!!
إضافة إلى ذلك يعتمد بقاء الكثير من الدول العربية على المعونات والصدقات الخارجية من الغرب وغير الغرب وأن كثير من تلك المعونات تنتقل الى جيوب الحكام وفي حساباتهم في البنوك والمصارف في الدول الغربية.
التسميات
عرب