عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -ص- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ».[18]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ،ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ،فَسَمِعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ،وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ،وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى،فَقَدْ لَغَا.[19]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -r- قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ حَضَرَهَا وَلاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ».[20]
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ:قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ:كُنْتُ،وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ،وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ،وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ،فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي،فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ،فَإِذَا رَسُولُ اللهِ rمُسْتَخْفِيًا،جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ،فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ،فَقُلْتُ لَهُ:مَا أَنْتَ ؟ قَالَ:أَنَا نَبِيٌّ،فَقُلْتُ:وَمَا نَبِيٌّ ؟ قَالَ:أَرْسَلَنِي اللهُ،فَقُلْتُ:وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ:أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الأَرْحَامِ،وَكَسْرِ الأَوْثَانِ،وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ،قُلْتُ لَهُ:فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ:حُرٌّ وَعَبْدٌ،قَالَ:وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ،وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ،فَقُلْتُ:إِنِّي مُتَّبِعُكَ،قَالَ:إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا،أَلاَ تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ،وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ،فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي،قَالَ:فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي،وَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ rالْمَدِينَةَ،وَكُنْتُ فِي أَهْلِي،فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ،وَأَسْأَلُ النَّاسَ،حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ،حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ،فَقُلْتُ:مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ ؟ فَقَالُوا:النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ،وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ،فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ،فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَتَعْرِفُنِي ؟ قَالَ:نَعَمْ،أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ،قَالَ:فَقُلْتُ:بَلَى،فَقُلْتُ:يَا نَبيَّ اللهِ،أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُهُ،أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّلاَةِ ؟ قَالَ:صَلِّ صَلاَةَ الصُّبْحِ،ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ،حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ،حَتَّى تَرْتَفِعَ،فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ،وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ،ثُمَّ صَلِّ،فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ،حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ،ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ،فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ،فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ،فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ،حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ،ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ،حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ،فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ،وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ،قَالَ:فَقُلْتُ:يَا نَبِيَّ اللهِ،فَالْوُضُوءُ حَدِّثْنِي عَنْهُ ؟ قَالَ:مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ،فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ،إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ،ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ،إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ،ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ،إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ،ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ،إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعَْرِهِ مَعَ الْمَاءِ،ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ،إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ،فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى ،فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ،وَفَرَّغَ قَلْبَهُ ِللهِ،إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ،صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ r،فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ:يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ،انْظُرْ مَا تَقُولُ ؟! فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ ؟! فَقَالَ عَمْرٌو:يَا أَبَا أُمَامَةَ،لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي،وَرَقَّ عَظْمِي،وَاقْتَرَبَ أَجَلِي،وَمَا بِي حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ،وَلاَ عَلَى رَسُولِ اللهِ،لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ rإِلاَّ مَرَّةً،أَوْ مَرَّتَيْنِ،أَوْ ثَلاَثًا،حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ،مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَبَدًا،وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ .[21]
على المربين جعل الصبي يرتاد المسجد في الجمعة وغيرها من أجل حسن تربيته إذ هو بذاك يحصل على فوائد كثيرة منها [22]:
(1) عندما يبلُغ،يكون معتاداً على إقامة صلاة الجمعة.
(2) تأثره بسماع الخُطبة إذ فطرته تكون حساسة لالتقاط أحاديث الإيمان وسيرة الرسول – ص-
(3) بسماعه الخُطبة يلتقط أحاديث الإيمان خاصة أنه في سنٍّ يحسن فيه الاستقبال ،وله فيها تدريب على سماع الموعظة والعلم
(4) يتآلف مع مجتمعه ويتعارف بالناس،إضافة إلى أن حضوره يزيد من مخزونه المعرفي الاجتماعي والإنساني.
(5) يكون الطفل بحضوره لصلاة الجمعة من الحاضرين للساعة المستجاب فيها الدعاء التي حدَّث عنها رسول الله – ص- .فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ r:فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا،إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.[23]
(6) تزود صلاة الجمعة الطفل بطاقة إيمانية روحية تجعله قادراً على أداء الصلوات الخمس،وتساعده على أداء الطاعات الأخرى بين الجمعة والجمعة.
(7) يتعرف الطفل من خلال صلاة الجمعة على علماء الأمة،مما يجعله محترماً لهم مقدراً لعلمهم.
ثم تأتي مرحلة اصطحاب الطفل لصلاة العيد وتعليمه صلاة الاستخارة والحاجة.
[18] - صحيح مسلم- المكنز - (601 )
[19] - صحيح مسلم- المكنز - (2025) و صحيح ابن حبان - (7 / 17)(2779
[20] - سنن النسائي- المكنز - (863 ) صحيح
[21] - صحيح مسلم- المكنز - (1967)
[22] - حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً،ص 151-152. العك،خالد عبد الرحمن،تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة،ص 123
[23] - صحيح ابن حبان - (7 / 10) (2773) صحيح
التسميات
تربية الطفل