1) " القدوة: لابد أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم بأن يكونا حريصين على أداء الصلاة في أوقاتها لأن فاقد الشيء لا يعطيه .لا بد أن يرى الأبناء الأب إذا حان وقت الصلاة يبادر إلى المسجد،أما ما يكون من بعض الآباء من تهاون وعدم حرص على الصلاة في جماعة والصلاة في البيت وبعيدا عن أعينهم ،فإن ذلك يغرس فيهم التهاون بالصلاة .لا بد أن يبين الوالد لأولاده مدى حزنه وندمه على فوات الصلاة في جماعة وأن يرى الأبناء منه التأثر على فواتها ويروا الأب يصلي أمامهم ،ويحثهم على الصلاة معه إذا فاتتهم كذلك .جميل أن يطلب الأب والأم من الأبناء إيقاظهم للصلاة وكذلك تنبيههم إذا دخل وقت الصلاة وكانا مشغولين ببعض الأعمال وذلك حتى يحسَّ الأبناء باهتمام الوالدين بأمر الصلاة والأجمل أن يمدح من يوقظه للصلاة من أبنائه وأن يكافئه بهدية ولو كانت بسيطة.
2) الترغيب والترهيب:
يقدم الترغيب على الترهيب
أساليب الترغيب:
• أن يذكر الأب لأبنائه أن الصلاة هي جزء بسيط من شكر الله على نعمه الكثيرة علينا .
• أن يذكر الأب لأبنائه فوائد الصلاة في الدنيا والآخرة ،ففي الدنيا للصلاة فوائد كثيرة فهي رياضة وهي وقاية من أمراض العمود الفقري والمفاصل وهي راحة وطمأنينة وهي تعلم السمع والطاعة والنظام وترتيب الأوقات ..الخ وفي الآخرة الجنة وما فيها من نعيم مقيم .
• أن يجعل الأب مسابقة لأبنائه في المحافظة على الصلاة ويجعل جائزة قيمة للفائز منهم .
• يمدح من يصلي من الأبناء أمام أقاربه وأمام جيرانه ويكون المدح لأنه حافظ على الصلوات.وهناك أساليب كثيرة للترغيب يمكن أن تطبقوها .
أساليب الترهيب:
• يذكر الأب لأولاده حكم تارك الصلاة وعقوبته في الدنيا والآخرة.
• يتدرج مع أولاده بأن يبدأ أولا بالمعاتبة وإبداء الضيق والغضب لمن لم يصلِّ ثم إذا لم يفلح ذلك يحرمهم من بعض الأمور التي يحبونها كالمصروف مثلا ،وكالحرمان من الخروج من البيت مع الأصحاب،وكحرمانه من الهدايا التي يعطيها للمتفوقين ..الخ.
• إذا لم ينفع معه ذلك فإن آخر الدواء الكي كما يقال،فلابد من استعمال الشدة كالضرب بالعصا ،فعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -r- « مُرُوا الصَّبِىَّ بِالصَّلاَةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ وَإِذَا بَلَغَ عَشْرَ سِنِينَ فَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ».[24]
نعم من الرحمة بهم أن تقسو عليهم في أمر الصلاة فالله يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.
3) إظهار الاهتمام بالصلاة وتقديمها على كل شيء:
• لا بد ّللأب إذا رجع من المسجد أن يسأل ويتفقد أولاده صلوا أم لم يصلوا حتى يحسُّوا أنه حريص على أن يصلوا.
أخيرا حتى يطيعك أولادك وينفذوا أوامرك لا بد أن يحبوك أولا،لا بد أن تحسن علاقتك معهم،وأن تكون علاقتك معهم قوية،وأن يروك دائما جالسا معهم في البيت ."[25]
وللصلاة فوائد جمة فبالإضافة إلى الراحة والطمأنينة النفسية فلها آثار خُلقية عديدة،فقد قال تعالى:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت.
يَأْمُرُ اللهُ تَعالى المُؤمنينَ،وَهُوَ يُوَجِّهُ خِطَابَهُ لِرَسُولِهِ r،بِتِلاَوَةِ القُرآنِ،وإِقَامَةِ الصَّلاةِ،فَقَالَ تَعَالى:وَأدِمْ تِلاَوَةَ القُرآنِ تَقَرُّباً إِلى اللهِ تَعَالى بِتلاَوتِهِ،وَتَذكُّراً لمَا فيهِ منَ الأَسْرَارِ والفَوائِدِ،واعْمَلْ بمَا فيهِ من الأوامرِ والآداب وَمَحاسِنِ الأخْلاَقِ،وأقِمِ الصَّلاةَ،وأدِّهَا عَلَى الوَجهِ الأكمْلِ بخُشُوعِها وَرُكُوعِها وسُجُودِهَا،لأَنَّ الصَّلاَةَ إِنْ تَمَّتْ عَلَى الوَجهِ الأكْمَلِ كَانَتْ لَها فَائِدَتَانِ:
- أَنها تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ والبَغْيِ وَتَحْمِلُ المُؤْمِنَ عَلى مُجَانِبَتِها،وَتركِها لِمُنَافَاةِ الصَّلاةِ لفِعْلِ الفَاحِشَةِ والمُنكَر والبَغْيِ .
- وفِيها فَائِدَةٌ أَعْظَمُ،أَلا وهي ذِكرُ اللهِ لِعِبَادِهِ الذينَ يذكُرُونَهُ،ويُؤدُّونَ الصّلاةَ بشُرُوطِها،ويُسَبِّحُونه ويَحْمَدُونَهُ،واللهُ تَعَالى يَعلَمُ ما تَفْعَلُونَ مِنْ خَيرٍ وشَرٍ،وهوَ مُجَازِيكُمْ بهِ .[26]
وأقم الصلاة إن الصلاة - حين تقام - تنهى عن الفحشاء والمنكر.فهي اتصال باللّه يخجل صاحبه ويستحيي أن يصطحب معه كبائر الذنوب وفواحشها ليلقى اللّه بها،وهي تطهر وتجرد لا يتسق معها دنس الفحشاء والمنكر وثقلتهما.
فهي حين تقام ذكر للّه.«وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ».أكبر إطلاقا أكبر من كل اندفاع ومن كل نزوع.وأكبر من كل تعبد وخشوع.
«وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ» ..فلا يخفى عليه شي ء،ولا يلتبس عليه أمر.وأنتم إليه راجعون.فمجازيكم بما تصنعون ..[27]
ولها آثار اجتماعية فالمؤمن يصبح " عضواً نافعاً في المجتمع الذي يعيش فيه،يعمل وينتج ويعمّ خيره على الناس كافة "[28]
أما عن الفوائد الصحية فهي كثيرة ،ابتداءً من الوضوء وانتهاءً بالتسليم،ففيها اتقاء من الأمراض وتفريغ للطاقة الكهرومغناطيسية عن طريق السجود وهذا ما اكتشفه العلم الحديث.
" ووضع الركوع والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابع القدمين يؤدي إلى تقليل الضغط على الدماغ ."[29]
[24] - سنن أبي داود - المكنز - (494 ) صحيح
[25] - http://www.saaid.net/tarbiah/70.htm
[26] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 3267)
[27] - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (5 / 2738)
[28] - سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 275
[29] - الإسلام والصحة، مقالة مهمة موجودة على الرابط http://www.khayma.com/salattar/9.htm
التسميات
تربية الطفل