منزلكما هو الدوحة التي يستظل بها الأولاد ويجدون فيها الراحة والسكينة ومن أعظم وسائل السعادة إبعاد المنكرات عن المنزل وعدم إدخالها إليه فإنها تفسد القلوب، والمعاصي تجلب النقم وتبعد النعم.
والحرص على عدم ذهابهن إلى أماكن اللهو والعبث والمنكرات فإن في ذلك إثمًا وتعويدًا على المعصية وتقليلاً لشأنها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار إلا بموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهًا».
ويحسن بالأم أن تتفقد غرفة ابنتها، ولها أن تفتح حقيبة ابنتها المدرسية وترى ما بها، والعلماء يجوزون هذا الفعل شرعًا وأنه ليس من التجسس المنهي عنه، وهو من باب رعاية الأبناء. وإن وجدت الأم ما يسوء من صور أو أشرطة، أو غيرها فلتعالج الأمر بحكمة وروية. وللأم حفظ الأسرار وعدم البوح بها وهتك أسرار البنت دون فائدة تُرجى!
من مهمة الأم والأب تعليم الابنة تعاليم الشرع خاصة أحكام الطهارة والحيض وما يتعلق بأمور النساء، لأن الفتاة قد تخجل عن السؤال، وبالإمكان التمهيد لذلك قبل مرحلة البلوغ أو إهداؤها مجموعة من الكتب بها تلك الأحكام والفتاوى، وكلما كانت الأم قريبة إلى ابنتها كان التعليم وطرح الأسئلة أسهل للفتاة، خاصة إذا كبرت سنها وبدت عليها علامات البلوغ فإنها أحق بصداقة أمها ورفقتها.
المساواة بين الذكر والأنثى وعدم المفاضلة بينهما فإن بعض الآباء إذا رزقه الله -عز وجل- الذكور يميل إليهم دون الإناث ويفضلهم في المعاملة والحديث، وقد جاء الإسلام بالعدل والمساواة بينهما؛ حتى جعله الرسول r أحد أسباب دخول الجنة وذلك في عدم إيثار الصبي على البنت، وإنما هم في الحب سواء وفي العطاء سواء، وفي تقديم الهدايا والمال سواء، وفي التثقيف وطلب العلم سواء، وفي المعاملة سواء، حتى في القُبلة سواء بسواء.
وفي قصة النعمان بن بشير t خير عبرة وعظة عندما أراد أن يهب لأحد أبنائه جزءًا من ماله دون بقية إخوته، فأراد أن يشهد النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فقال له النبي r : «ألك ولد غيره؟» فقال النعمان: نعم، فقال النبي r : «هل آتيت كل واحد مثل الذي آتيت له هذا؟» قال النعمان: لا، فقال رسول الله r له: «فإني لا أشهد على هذا، هذا جور، اعدلوا بين أولادكم في النحل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف» [رواه البيهقي في السنن].
البزار عن أنس t أن رجلاً كان عند النبي r فجاء ابن له فقبَّله وأجلسه على فخذه وجاءت بنية له فأجلسها بين يديه، فقال رسول الله r : «ألا سويت بينهما؟!».
وفي أمر التفرقة بين الأولاد زرع للحقد والكراهية بينهم، وبعض الآباء توفي ولديه أبناء بينهم كفاءة في الملكات والقدرات ومع هذا لم يشعر أحد منهم بتمييز والده له! ومن تأمل في قصة يوسف -عليه السلام- وجد الأمر واضحًا جليًا.
ومهمة الوالدين تقريب الأبناء إلى بعضهم البعض وتحبيبهم لبعض وزرع الاحترام والتقدير والإيمان والمساعدة بينهم حتى تنمو شجرة المحبة والألفة بين الإخوة.
التسميات
تربية