احرصا على كتم الغضب والانفعال، وتعوذا من الشيطان إذا داهمكما، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حدًا. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضربات، وأن يكون عمر الصغير فوق السنوات العشر، وأن يضرب بمسواك أو عصا صغيرة، ويتجنب الوجه والعورة، واحرص على التسمية عليه حال الضرب، ولا تضرب وأنت غضبان هائج، وإن استبدلت بالضرب التشجيع أو الحرمان فهو خير لك ولابنتك.
نحن في زمن انتشرت فيه الفتن من كل جانب؛ فكن كمن هو قائم يذب عن صغاره السهام، ويحوطهم من الأذى، واحرصا على ذلك أشد الحرص، وكلما اشتدت الفتن لا بد أن يضاعف الوالدان جهودهما في التربية ولو أن زمنًا انتشرت فيه سرقة الأموال فإن ذلك يدفع أصحاب الأموال إلى وضع أموالهم في أماكن آمنة والاحتياط لذلك، وهكذا الأبناء. ومن المؤسف في هذا الجانب أن البعض ظلموا فلذات أكبادهم.. رحموهم في الدنيا بأن أطلقوا لهم العقال وتركوهم يقعون في المحرمات ولم يرحموهم من نار الآخرة وحرها وسمومها، وليكن لكما حسن توجيه في اختيار رفيقات ابنتكم وجليساتها؛ فإن الصاحب ساحب، والرسول r يقول: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» [رواه أحمد].
وتأملا في أثر الصحبة والخلط فقد قال r : «السكينة في أهل الغنم، وإن الكبر والرياء والفخر في أهل الفدادين (أهل الوبر وأهل الخيل)»! فسبحان الله العظيم كيف أثر الحيوان على سلوك الإنسان. فما بالك بصديقة لصديقتها؟ إما أنها من الخيِّرات العابدات القانتات فهنيئًا للأب والأم بصديقة ابنتهما وقد كفتهما نصف المؤونة! وربما أن تكون من السيئات خلقًا ودينًا فتلك وبالاً على ابنتهما وشرًا، إنما هي كنافخ الكير.
واحذرا أن تصحباها إلى محلات ضياع الأوقات وإلى أماكن فيها منكرات. وكونا لابنتكما الصاحب والصديق، واغرسا في نفوس بناتكما الحياء والعفة، وذلك عبر اللباس والتوجيه والمحاكاة, ولا تتساهلا في خروجهن من المنزل إلا برفقة أحد الأبوين، ولا تظنا أن من دواعي التحضر أن تلقيا تعاليم الإسلام جانبًا، واحذرا أن يخرج من صلبكما من يحارب الله -عز وجل- قولاً وفعلاً.
التسميات
تربية