نهي الآباء أبناءهم الذكور عن التخنث والتشبه بالنساء

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَنَا وَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ فَقَالَ مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُهُ إِلاَّ الْيَهُودَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- بَلَغَهُ فَسَمَّاهُ الزُّورَ.[1]
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ إِنَّكُمْ قَدْ أَحْدَثْتُمْ زِىَّ سَوْءٍ وَإِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -r- نَهَى عَنِ الزُّورِ.قَالَ وَجَاءَ رَجُلٌ بِعَصًا عَلَى رَأْسِهَا خِرْقَةٌ قَالَ مُعَاوِيَةُ أَلاَ وَهَذَا الزُّورُ.قَالَ قَتَادَةُ يَعْنِى مَا يُكَثِّرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنَ الْخِرَقِ.[2]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَعَنَ النَّبِىُّ -ص- الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ،وَالْمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ وَقَالَ « أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ » .قَالَ فَأَخْرَجَ النَّبِىُّ - r- فُلاَنًا،وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلاَنًا .[3]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:لَعَنَ رَسُولُ اللهِ r،الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ،وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ قَالَ:فَقُلْتُ:مَا الْمُتَرَجِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ ؟ قَالَ:الْمُتَشَبِّهَاتُ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ. [4]
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،أَنَّ النَّبِيَّ rأَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ،وَذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ،ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ،وَقَالَ:هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي.[5]
وعَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِى وَأُحِلَّ لإِنَاثِهِمْ ».[6]
التَّخَنُّثُ فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى:التَّثَنِّي وَالتَّكَسُّرِ،وَتَخَنَّثَ الرَّجُل إِذَا فَعَل فِعْل الْمُخَنَّثِ .وَخَنَّثَ الرَّجُل كَلاَمَهُ:إِذَا شَبَّهَهُ بِكَلاَمِ النِّسَاءِ لِينًا وَرَخَامَةً .
وَالتَّخَنُّثُ اصْطِلاَحًا كَمَا يُؤْخَذُ مِنْ تَعْرِيفِ ابْنِ عَابِدِينَ لِلْمُخَنَّثِ:هُوَ التَّزَيِّي بِزِيِّ النِّسَاءِ وَالتَّشَبُّهُ بِهِنَّ فِي تَلْيِينِ الْكَلاَمِ عَنِ اخْتِيَارٍ،أَوِ الْفِعْل الْمُنْكَرِ.
وَقَال صَاحِبُ الدُّرِّ:الْمُخَنَّثُ بِالْفَتْحِ مَنْ يَفْعَل الرَّدِيءَ .وَأمَّا بِالْكَسْرِ فَالْمُتَكَسِّرُ الْمُتَلَيِّنُ فِي أَعْضَائِهِ وَكَلاَمِهِ وَخَلْقِهِ .وَيُفْهَمُ مِنَ الْقَلْيُوبِيِّ أَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ فِي الْمَعْنَى،فَهُوَ عِنْدَهُ الْمُتَشَبِّهُ بِحَرَكَاتِ النِّسَاءِ  .
ويَحْرُمُ عَلَى الرِّجَال التَّخَنُّثُ وَالتَّشَبُّهُ بِالنِّسَاءِ فِي اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ الَّتِي تَخْتَصُّ بِالنِّسَاءِ،وَكَذَلِكَ فِي الْكَلاَمِ وَالْمَشْيِ ،قَال ابْنُ حَجَرٍ فِي الْفَتْحِ:وَالنَّهْيُ مُخْتَصٌّ بِمَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ،وَأمَّا مَنْ كَانَ أَصْل خِلْقَتِهِ،فَإِنَّمَا يُؤْمَرُ بِتَكَلُّفِ تَرْكِهِ وَالإِْدْمَانِ عَلَى ذَلِكَ بِالتَّدْرِيجِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَل وَتَمَادَى دَخَلَهُ الذَّمُّ،وَلاَسِيَّمَا إِذَا بَدَا مِنْهُ مَا يَدُل عَلَى الرِّضَا بِهِ، وَأمَّا إِطْلاَقُ مَنْ قَال:إِنَّ الْمُخَنَّثَ خِلْقَةً لاَ يَتَّجِهُ عَلَيْهِ الذَّمُّ،فَمَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى تَرْكِ التَّثَنِّي وَالتَّكَسُّرِ فِي الْمَشْيِ وَالْكَلاَمِ بَعْدَ تَعَاطِيهِ الْمُعَالَجَةَ لِتَرْكِ ذَلِكَ "[7]
فوضع الشعر المستعار،ولبس الذهب والحرير،وتشبه النساء بالرجال،وتشبه الرجال بالنساء،وخروج النساء كاسيات عاريات..كل ذلك من مظاهر التخنث والميوعة،وكل ذلك قتل للرجولة،وامتهان للشخصية،وطعنة نجلاء للفضيلة والأخلاق،بل جرٌّ للأمة إلى انحلال فاجر،وإباحية ممقوتة،ودفع بالمراهقين والشباب نحو الفساد والميوعة،ومساوئ الأخلاق..
[1] - صحيح مسلم- المكنز - (5702 ) -الكبة:شعر مكفوف بعضه على بعض
[2] - صحيح مسلم- المكنز - (5703 )
[3] - صحيح البخارى- المكنز - (5886 )
[4] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (1 / 669)(2291) حسن
[5] - صحيح ابن حبان - (12 / 250)(5434) صحيح
[6] - سنن الترمذى- المكنز - (1824 ) قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَعَلِىٍّ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَأَنَسٍ وَحُذَيْفَةَ وَأُمِّ هَانِئٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَابِرٍ وَأَبِى رَيْحَانَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ. وَحَدِيثُ أَبِى مُوسَى حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[7] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (11 / 62)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال