مسؤولية الآباء في التوعية الفكرية للأبناء منذ حداثة سنهم.. الكشف عن الحضارة الإسلامية التي كانت الدنيا بأسرها ترتشف من معينها حيناً من الدهر عبر التاريخ

من المسؤوليات الكبرى التي جعلها الإسلام أمانة في عنق الآباء والمربين جميعاً توعية الولد فكريّاً منذ حداثة سنه، ونعومة أظفاره..إلى أن يصل سن الرشد والنضج..والمقصود بالتوعية الفكرية ارتباط الولد:
بالإسلام ديناً ودولة.. وبالقرآن العظيم نظاماً وتشريعاً.. وبالتاريخ الإسلامي عزاً ومجداً.. وبالثقافة الإسلامية العامة روحاً وفكراً..
وبالارتباط الحركي للدعوة الإسلامية اندفاعاً وحماسة..
إذن على المربين أن يُعرّفوا الولد منذ أن يعي ويميز على الحقائق التالية:
(أ) خلود هذا الإسلام،وصلاحيته لكل الأزمنة والأمكنة،لما يمتاز به من مقومات الشمول والخلود والتجدد والاستمرار.
(ب) آباؤنا الأولون ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من عز وقوة وحضارة..إلا بفضل اعتزازهم بهذا الإسلام،وتطبيقهم لأنظمة القرآن.
(جـ) الكشف للولد عن المخططات التي يرسمها أعداء الإسلام:
- المخططات الصهيونية الماكرة.
- المخططات الاستعمارية الغاشمة.
 - المخططات الشيوعية الملحدة.
- المخططات الصليبية الحاقدة.
هذه المخططات التي تستهدف بجملتها محو العقيدة الإسلامية في الأرض،وغرس بذور الإلحاد في الجيل المسلم،وإشاعة الميوعة والانحلال في الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم..والهدف البعيد والقريب من ذلك إخماد روح المقاومة والجهاد في شباب الإسلام،واستغلال ثروات البلاد الإسلامية لمصالحهم الذاتية،ثم بالتالي طمس معالم الإسلام في كل أرجاء المجتمعات التي ينتمي أهلها إلى الإسلام!!.
(د) الكشف عن الحضارة الإسلامية التي كانت الدنيا بأسرها ترتشف من معينها حيناً من الدهر عبر التاريخ.
(هـ) وأخيراً يجب أن يعرف الولد (أننا أمة لم ندخل التاريخ بأبي جهل، وأبي لهب، وأُبيّ بن خلف.. ولكن دخلناه بالرسول العربي صلوات الله عليه وأبي بكر وعمر..
ولم نفتح الفتوح بحرب البسوس وداحس والغبراء،ولكن فتحناها ببدر والقادسية واليرموك..
ولم نحكم الدنيا بالمعلقات السبع ولكن حكمناها بالقرآن المجيد.
ولم نحمل إلى الناس رسالة اللات والعزّى،ولكن حملنا إليهم رسالة الإسلام،ومبادئ القرآن)[1]
لقد كان السلف الصالح يهتمون كل الاهتمام لهذه التوعية،ويوجبون تلقين الولد منذ الصغر تعليم القرآن الكريم،ومغازي الرسول e،ومآثر الجدود والأمجاد..
ولكن ما السبيل إلى هذه التوعية؟
السبيل إليها يتصل بعدة وجوه:
1- التلقين الواعي.2- القدوة الواعية.3- المطالعة الواعية.4- الرفقة الواعية.
[1] - تربية الأولاد في الإسلام ص 258 فما بعد

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال