القوة وقانون الغاب ومحاربة صاحب الحق من أجل تأمين المحتل

تغيير المعادلة القائمة في المنطقة، أو إعادة ترتيب الأوراق من جديد، أو هو بالتقريب خطوة من اجل تأمين المحتل، و بصراحة أكثر القضاء علي حركة إسلامية متطرفة .. ثم ماذا بعد ؟
مطلوب منك بعد ذلك - أيها العزيز - أن يتسع صدرك في الأولى وقد تقرر أن يضرب الحصار علي شعب كامل ليجوع، ولا حرج عليك في الثانية أيضاً أن تتقبل الواقع إذا استحال هدا الحصار إلي حرب ضارية تقطف أرواح من جاع بالأمس!!
أما إذا تحيرت - يا أخي - بين الاثنين وأومأت من بين من جاع وقتل بسؤال واحد لا أكثر ، تريد أن تفند به حجة القتل ليتضح لك بعده زيف الحصار من أوله وقلت : أو ليس هذا الذي يجوع ليموت ولو بعد حين !! 
ما يعني إن عندكم نيةً مبيتةً - مثلما  تقولون في لغة السياسة - لقتل هذا الشعب من أوله ؟ أجابك هذا العدو والذي لا يقهر جيشه - كما يقول أبو العربي - وهو بالتالي لا يريد أن يقهر زعمه : أنت تعلم يا ابن العم أن التعجيل في الموت أهون من إبطائه ، فاعقل ، أو علي الأقل وسع دائرة فكرك وقد وسعت صدرك لنا من قبل.
الآن ياغاشم عرفت سر قولك لي دائما ((أعقل))
لأن مثالا منك كان يجري دائماً ولا أكاد أتعقل .. وذالك عندما ذهب بعض من أهل العلم - مثلا - إلى زرع عينة من الأحياء النادرة في أماكن مختارة ، حتى تتكاثر هده العينة فلا تنقرض أبدا ، فكان نتاج هدا الزرع معكوساً ، وفشل العلم فيه واضحاً ، حين انقرض الجزء الكبير من الأحياء في سبيل إحياء واحد منهم.
وهكذا تمت الصفقة في لعبتك المعروفة ، وجرى زرعك في أهم جزء من كيان الأمة بنية صهيونية مقصودة ، ومن الأسف كل الأسف لهذه الأمة أن القرار في هده اللعبة لم يكن لأهل العلم فيها نصيب ، بل للساسة اللذين لا يعيدون كل ما فشل من تجاربهم إلى مختبراتهم.
ومن هنا كنت المعاناة متصلة لشعبنا الغالي في فلسطين الذي ألبستموه لباس الجوع والموت من قديم . ثم إنك والله لأنت العدو ، إذ لم ترض بمجرد الغصب والقتل والتمكين على طول هذه الفترة الممتدة ، بل جئت في الألفية الجديدة بهستيريا الرغبة في أن لا تتعرض لأي مقاومة من ضحاياك ، فكان لك ما أردت حيث قلت على لسان ((أبو العربي )) نفسه : إن صواريخ من حماس قد تسببت إلى إثارة العدو ، فلجأ إلى هذا النوع من العدوان .. مئات القتلى وآلاف من الجرحى ، والعدد يبقى مرهوناً بك وبأي حركة من غزة يقض أمن إسرائيل ، حتى ولو كانت هذه الحركة قائمة ضد أن تموت!!
يا حفيظ  !! شيءٌ يحير العقول ويهيج النفوس...
احتلال منك تريده هكذا قائماً طالما أن هناك ما أسميته مفاوضات تود لو تخفي في طياتها إرث تاريخ أسود يمتد لأكثر من سنين ، أنا والله لن أتصفح معك - الآن - تاريخاً كتبته عبر هذه السنين بدم من أهلنا في فلسطين ، لأنني أعلم أولا ما يعنيه لي لونه الأحمر مهما راوغت - أنت - واجتهدت لي في صياغتها إلى الأبد ، ولن أجهد نفسي وإياك إلى الحديث عن منطق في الإنسانية لأن لك حسبما يبدو منطقاً تخص به نفسك وأنت على الأقل إنسان من العدو.
لكني سأذكر لك - هنا - منطقاً من الغاب في أسد يتصف بالضراوة والشراسة أنه لم يمتعض يوما من فريسته وهذا العظم ينخر من فيه، وهو مع ذلك يتركه ملقى أثناء أكله لتفعل الطبيعة به ما تشاء ، يتحلل ويفني إن كان من قدره الفناء.
وأنت إذا علمت ذالك كله فهلا تركت لنا هذا الشعب يقرر مصيره بنفسه وقد وعدته من قبل أن تعيش وإياه جنباً إلى جنب ، إلا أنني أعلم- يا سادة -  أن هذا الكلام إنما أطلقه في فراغ ، وأن من لم تردعه الدماء والأشلاء فلن ولن تمنعه كتابات الأرض والسماء ، ومع هذا ، فلتعلموا يا إخوتي أن من أعمال هذا العدو الغاشم ما يمنح الحكمة ، وأن من دواعي هذا الإجرام ما يبعث الإبصار ، وإلا فكيف لنا أن نفهم - إن لم ينعم الله علينا بحكمة منه نستا قه من تجاربنا مع هذا العدو - كل هذه الأوضاع القائمة وهذه الأوراق المغلوطة التي بين أيدينا هذه الساعة ؟
قالوا: نريد إن ننهي صواريخ للمقاومة.
وقالوا : إن مشروعا للمقاومة (( كحماس)) يشكل خطراً على الإقليم ،  وقالوا كذالك :إن على الشعب بأسره أن يتحمل نتائج ذالك كله ، لأنه يختار ، ولأنه يصوت ، ولأنه يريد أن يظل صامداً مع صف المقاومة . قالوا لنا ذالك من ظن ما رأوه صوابا ، ففهمنا منهم على قدر الحكمة المجتباة من فظائع أعملهم وأبشعها في تاريخ أمتنا الإسلامية ، وعلى قدر ما صرح به (( أبو العربي )) حيث قال :" من يهن عليه نفسه استهين .. أو كما قال من تعرف ديته أقتله

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال