حكم تشميت المصلي غيره أثناء أدائه الصلاة

تشميت المصلّي غيره:
من كان في الصّلاة وسمع عاطسا حمد اللّه عقب عطاسه فشمّته بطلت صلاته، لأنّ تشميته له بقوله: يرحمك اللّه يجري في مخاطبات النّاس، فكان من كلامهم، فقد روي عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال: «بينا أنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصّلاة إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فحدقني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أُمّاه، ما لكم تنظرون إليّ؟ فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم، فلمّا انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دعاني بأبي وأمّي هو، ما رأيتُ معلّماً أحسن تعليماً منه، واللّه ما ضربني صلى الله عليه وسلم ولا كهرني ثمّ قال: إنّ صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميّين، إنّما هي التّسبيح والتّكبير وقراءة القرآن».

هذا قول الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة والمشهور عند الشّافعيّة، وإن كان تعبير الحنفيّة بالفساد وتعبير غيرهم بالبطلان، إلّا أنّ البطلان والفساد في ذلك بمعنى.

فإن عطس هو في صلاته فحمد اللّه وشمّت نفسه في نفسه دون أن يحرّك بذلك لسانه بأن قال: يرحمك اللّه يا نفسي لا تفسد صلاته، لأنّه لمّا لم يكن خطابا لغيره لم يعتبر من كلام النّاس كما إذا قال: يرحمني اللّه. قال به الحنفيّة والحنابلة المالكيّة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال