الخصائص الجغرافية والمناخية للغطاء النباتي الطبيعي في المملكة العربية السعودية:
تتسم المملكة العربية السعودية بخصائص جغرافية ومناخية تضعها ضمن أكثر بيئات العالم جفافاً، مما يؤثر بشكل مباشر على نوعية الغطاء النباتي الطبيعي وكثافته. يشكل الموقع الاستراتيجي للمملكة جزءاً من حزام صحراوي عالمي واسع يمتد عبر قارتين.
أولاً: موقع المملكة ضمن الحزام الصحراوي العالمي
تُصنّف معظم الأراضي السعودية ضمن نطاق المناطق الجافة وشبه الجافة، وهو ما يضعها في قلب الحزام الصحراوي العالمي الضخم:
- امتداد الحزام الصحراوي: تقع معظم الدول العربية ضمن هذا الحزام الصحراوي الشاسع، الذي يمتد جغرافياً من المحيط الأطلسي غرباً مروراً بشمال أفريقيا والجزيرة العربية، وصولاً إلى شمال غرب شبه القارة الهندية شرقاً.
- نسبة الجفاف عالمياً: تمثل المناطق الجافة وشبه الجافة عالمياً حوالي من مساحة اليابسة الكلية، وتتركز المملكة العربية السعودية ضمن هذا الثلث الجاف.
ثانياً: الخصائص المناخية المؤثرة على الغطاء النباتي
يخضع الغطاء النباتي الطبيعي في المملكة لسيطرة قاسية من المناخ الصحراوي، يتميز بالآتي:
1. ندرة الأمطار السنوية:
- تتميز أراضي المملكة باستقبال كميات قليلة جداً من الأمطار.
- تستقبل المملكة العربية السعودية أقل من سنوياً من الأمطار، وهي نسبة ضئيلة جداً تُصنف المنطقة ضمن أشد البيئات جفافاً (كما أشار إليه محمدين عام 1410هـ والقين عام 1410هـ). هذه الندرة هي العامل المحدد الرئيسي لنوعية الغطاء النباتي الذي يقتصر على أنواع مقاومة للجفاف.
2. التفاوت المناخي:
- يتسم المناخ في المنطقة بـ التفاوت الكبير، ليس فقط في كمية الأمطار السنوية، ولكن أيضاً في درجات الحرارة.
- يشمل هذا التفاوت اختلافاً كبيراً بين حرارة الصيف الشديدة وبرودة الشتاء، وكذلك تبايناً حاداً بين درجات الحرارة نهاراً وليلاً، ما يزيد من تحديات بقاء الأنواع النباتية غير المتكيفة.
ثالثاً: التحديات البيئية للغطاء النباتي
نتيجة للظروف المناخية القاسية، يواجه الغطاء النباتي في السعودية تحديات تتطلب تكيفاً بيولوجياً خاصاً:
- التكيف مع الجفاف: يغلب على الغطاء النباتي أنواع عُشبية حولية تظهر في مواسم الأمطار القصيرة، أو شجيرات معمرة ذات جذور عميقة وأوراق متحورة لتقليل فقدان المياه (مثل النباتات الملحية والنباتات الصحراوية).
- هشاشة التنوع الحيوي: تجعل ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة النظام البيئي النباتي هشاً وقابلاً للتأثر بأي تغييرات بيئية أو ممارسات بشرية غير مستدامة (كالرعي الجائر أو الاحتطاب).
هذه الخصائص الجغرافية والمناخية تفرض على المملكة تحديات كبيرة في حماية وتنمية غطائها النباتي، وتجعل أي محاولة للحفاظ عليه تتطلب استراتيجيات متكاملة لإدارة الموارد المائية.