يعرض الباحث لجهود (شتراوس) الذي استفاد من الجهود الألسنية واستثمرها في دراسة أساطير هنود أمريكا الشمالية من ذوي المجتمعات الشفوية المغلقة.
وقد جزّأ شتراوس الأسطورة إلى (وحدات) وسمّى أصغر وحدة (ميثيم) Mythemes الذي يقوم مقام (الفونيم) في علم الصوتيات، و(المورفيم) في علم الصرف.
وباستخراج هذه الوحدات وترتيبها في أعمدة تبادلياً، وتتابعياً، وضع (شتراوس) يده على الرسالة التي تنقلها الأسطورة.
وتمكّن من خلخة التمركز الغربي حول الذات عندما ردّ اعتبار الشعوب اللا كتابية فجعلها لا تقلّ منطقية عن منطقية الإنسان الأوربي، متابعاً في ذلك نموذج (سوسير) اللغوي الذي اقتضى منه أن يتخلّى عن اعتبار الإنسان الأوربي معياراً.
وعلى الرغم من أن (شتراوس) لم يكن فيلسوفاً، فقد ميّز بين العلم والفلسفة وأكّد أن البنيوية هي منهج وليست فلسفة.
مما جعله هدفاً لهجوم الفلاسفة: (سارتر) الذي انتقد العقل التحليلي بوصفه أنثربولوجياً.
و(بول ريكور) الذي رأى أن البنيوية هي "كانتية دون ذات متعالية"، و(غارودي) الذي رأى في (البنيوية موت الإنسان).
التسميات
نماذج بنيوية
