لمفهوم (العلاقة) أهمية كبرى في المنهج البنيوي تضاهي أهمية مفهوم (الصوتيم) كأصغر (وحدة) في النص الأدبي.
وتشترك (العلاقة) والصوتيم معاً في رسم ملامح المنهج البنيوي، وهما يتأسسان معاً من مبدأ (الاختلاف) الذي يميز الوحدة ويوجد (وظيفتها).
وعلى هذا فإن لدينا نوعين من العلاقات: علاقات داخل الوحدة، وعلاقات خارجها.
فالتي من الداخل نوعان: علاقات التأليف، وعلاقات الاختيار.
فالتي من الداخل نوعان: علاقات التأليف، وعلاقات الاختيار.
أما (علاقات التأليف) فتعتمد التجاور بين الوحدات، حيث تكون صلة تآلف تبادلية، أو صلة تنافر، مما يجعل التأليف ممكناً، أو غير ممكن.
فكلمة مثل (جاء) هي على صلة تآلف تبادلية مع (الرجل) مما يمكننا من التأليف بينهما، فنقول: جاء الرجل.
ولكن كلمة (جاء) تتنافر مع فعل آخر مثل (غاب) فلا نستطيع أن نؤلف بينهما فنقول: جاء غاب، ولهذا فإن الكلمة تؤسس وظيفتها بعلاقتها بمجاوراتها مما سبقها، وما لحقها، من كلمات.
وأما (علاقات الاختيار) فهي علاقات (غياب)، بخلاف (علاقات التأليف) التي هي علاقات (حضور) في الجملة.
من هنا كانت علاقات الاختيار ذات طبيعة إيحائية، تقوم على إمكان الاستبدال على محور (عمودي)، فكل كلمة في أية مجلة هي (اختيار) حدث من سلسلة عمودية من الكلمات التي تصحّ أن تحلّ محلها إما لتشابه صوتي بينهما أو لتشابه المعنى أو للتشابه النحوي، وهذه علاقات مخزونة في ذاكرة اللغة، وتتداخل مع الكلمة في حالة الإبداع وفي حالة التلقي.
وتختلف الكلمات في طاقتها المخزونة في ذاكرة الجماعة، فيلجأ المبدع إلى هذا المخزون ليستثمره في إغناء إبداعه وشحنه بدفق إيحائي، كما فعل صلاح عبد الصبور مثلاً في اتخاذه (ليلى والمجنون) عنواناً لإحدى مسرحياته الشعرية، اعتماداً على ما تحمله هذه الجملة من علاقات اختيار غنية تجلب رصيداً شعرياً ثراً في ذاكرة الجماعة.
من هنا نرى أهمية (العلاقات) في التحليل البنيوي الذي يسعى إلى وصف العمل الأدبي، من خلال الرصد الإحصائي للخصائص اللغوية في النص الأدبي، عبر تحليل نقدي يتحرك على أربعة منطلقات يحددها (ليتش) في:
1- تسعى البنيوية إلى استكشاف (البنى) الداخلية اللاشعورية للظاهرة.
2- تعالج البنيوية العناصر بناء على (علاقاتها) وليس على أنها (وحدات) مستقلة.
3- تركز البنيوية دائماً على (الأنساق) أو الأنظمة.
4- تسعى البنيوية إلى إقامة (قواعد) عامة عن طريق الاستنتاج أو الاستقراء، (ليتش - النقد التفكيكي).
التسميات
نماذج بنيوية
