الثورات في الدول الأوربية وفي أمريكا الجنوبية.. تضارب التنظيم الإقطاعي لعيش الناس وحياتهم وتقدم التنظيم الرأسمالي للموارد والجهود والثمرات

مثلت الثورات البرجوازية العنفية الدموية في أوربا والعالم بداية من ثورات الجرمان والهولانديين والثورة الإنكليزية ثم الثورة الأمريكية نقطة تحول في وضع العالم من حالة تضارب التنظيم الإقطاعي لعيش الناس وحياتهم، ناقلة العالم بقوة منظومة من تلك النقطة إلى مراحل ضرورية لتقدم التنظيم الرأسمالي للموارد والجهود والثمرات. وبتباين المصالح الإقطاعية في جهة والمصالح البرجوازية في جهة ضد، في الدول الأوربية القديمة، وتخديم كل واحد من الطرفين للإقطاعات الأمريكية إما كمخازن لإقتصادات ملوك أوربا وتوابعهم أو كرصيد منجمي وزراعي نقدي لبرجوازية أوربا ورأسماليتها المالية والتجارية والحرفية، أضحت أوضاع الإقطاعات الأوربية في أمريكا الجنوبية مجالاً لتناقض عنيف بين الإقطاعيين والبرجواز إمتد أجله في الزمان بتقلص إقطاعي ظاهر منذ القبض على كولومبوس سنة 1500 إلى مرحلة ثورات الإستقلال وسيمون بوليفار في القرن التاسع عشر وإنتهى بمراحل دموية في كوبا والمكسيك وبنما سبقت مرحلة الإستعمار الحديث .
وفي المرحلة الحديثة للإستعمار فاتت التحولات الأمريكية من الإقطاع إلى الرأسمالية "مبدأ مورنو" وواشجت حرب "الدول المتحدة" ضد أسبانيا والحرب ضد المكسيك، كما واشج بعضها الحرب الأهلية في الدول المتحدة والتكوين الجديد (الفدرالي) للدول|الولايات المتحدة الأمريكية، وحروب التدخلات بداية من التعديات على كوبا في القرن التاسع عشر والعشرين وليس نهاية بمحاولة تصفية شافيز، ويمكن الإشارة إلى أثر شيء من التناقض الأمريكي-الأوربي وتأزيمه لأوضاع أمريكا الجنوبية، مما أثر في طبيعة تكوين الحركة الثورية فيها، خاصة مع تفاقم التناقضات البرجوازية والإقطاعية الاوربية داخل القارة. وربما لشيء من هذا فاتت طبيعة بعض الثورات الأمريكية الجنوبية حالة البرجوازية المطالبة بحقوق الإنسان إلى المبادرة بتأسيس تنظيم (إشتـراكي)  بداية من كوبا ونيكاراجو، وبيرو وفنزويلا والبرازيل والأرجنتين وبوليفيا وأكوادور وكوستاريكا بتفاوت بين تلك الدول في الدرجة والطبيعة التحويلية للإقتصاد والسلطة والمجتمع والثقافة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال