التحليل البنيوي للنصوص الأدبية.. القراءة الإسقاطية وقراءة التعليق والقراءة الشعرية

ينتهي شولز إلى (التحليل البنيوي للنصوص الأدبية) حيث يناقش أعمال ثلاثة نقاد بنيويين هم: تودوروف، ورولان بارت، وجيرار جينيت.

(تودوروف) في مقالته (كيف نقرأ؟) التي يرى فيها أن هناك ثلاث قراءات هي: (القراءة الإسقاطية) باتجاه المؤلف أو المجتمع أو أي شيء آخر يهم المؤلف، ومثالها: النقد النفسي، والنقد السوسيولوجي (الماركسي)، و(قراءة التعليق)، وهي مكملة للقراءة الإسقاطية.

وكما يسعى الإسقاط إلى التحرك عبر النص وخلفه، فإن قراءة التعليق تسعى إلى البقاء داخل النص بحيث يمكن أن ندعوها تفسيراً للنص أو إعادة صياغة له.

والقراءة الثالثة هي (القراءة الشعرية) التي تبحث في المبادئ العامة التي تتجلى في الأعمال الخاصة.
وهكذا يدعو تودوروف المقاربة النقدية (قراءة).

وتقارب القراءة العمل الأدبي باعتباره نظاماً، فتسعى إلى توضيح علائق شتى أجزائه.
و(رولان بارت) في كتابه (س/ز) 1970 الذي درس فيه قصة (العربي) لبلزاك.

وهي قصة قصيرة لا تتجاوز الثلاثين صفحة، حللها بارت في كتاب كامل، وطبق فيها كل الإجراءات البنيوية، مستلهماً السيميولوجيا السوسيرية، ومندفعاً في دراسة السيميولوجيا كما هي في كتابه (عناصر السيميولوجيا) الذي شرح فيه أسرار هذه الثقافة، وبيّن انتشار (الشفرات) في التجربة الإنسانية، فهو يجد تشفيراً في الثياب والطعام والأثاث وفي كثير من مناحي الحياة المعاصرة.

وفي ما يتعلق بالأدب يطبق بارت مفهوم (الشفرة) بصورة مختلفة نوعاً ما، ولكنها غير مباينة.

فهو يعتقد أن لا وجود لشيء يسمى السياق الخالص، فكل السياقات تأتي إلى الإنسان مشفّرة ومشكلة ومنظمة في لغة: يقول: "إن بعض البوذيين يرون العالم في حبة فاصولياء بفضل نزعتهم الزهدية.

هذا ما تريد التحليلات الأولى للقصة أن تقوله، أن ترى كل قصص العالم في بنية واحدة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال