التجديد والتحرر من قيود القصيدة العربية.. الخروج على الشكل التقليدي المألوف للقصيدة العربية

لم تكن فكرة التجديد والتحرر من قيود القصيدة العربية سواء في أوزانها، أو قافيتها أمرا جديدا أو مبتكرا عند الشعراء العرب المحدثين، وإنما الأمر تجاوز ذلك ليعود بنا إلى الوراء قرونا طوالا لنلتقي فيه مع القصيدة الجديدة الشكل في العصر العباسي، عندما ظهرت موجة التجديد، والخروج على الشكل التقليدي المألوف للقصيدة العربية في عصورها الخوالي.

وبرز إلى ساحة الشعر بعض الشعراء المجددين، أمثال بشار بن برد، ومن تلاه، ليحطموا جدر الجمود للقصيدة، ويحاولوا الخروج من أصداف المألوف، ويبتكروا شكلا حديدا للقافية عرف بالمخمسات الي تتوالى فيه القصيدة في وحدات خماسية الأشطر على أصل الشعر المعروف باسم المسمط.

كما تلاه الشعر المزدوج الذي تتوالى في محدات القصيدة ثنائية الأشطر، بحيث يتحد كل شطرين في قافية موحدة.

ثم شاع التجديد في الشعر العربي على أيدي الشعراء الأندلسيين فظهر منه المشطرات بأنواعها، كالمثلثات والمربعات والمخمسات والمسمطات والموشحات التي طبقت شهرتها الآفاق في ذلك الحين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال