كانت رؤية الإحيائيين للفظ والمعنى تعكس ذات الرؤية النقدية والبلاغية القديمة وهي المقدمة المنطقية التي بنى عليها مفهوم الشعر بوجه عام ومفهوم التصوير بشكل خاص و ذلك من حيث الطبيعة النوعية للشعر والتصوير عندهم.
ولا يحيد الفارق البسيط بين المعنى المتكون مسبقا ً في الذهن و المعنى بعد كتابته في القصيدة عن مجرد الكسوة اللغوية.
ولذلك ذهبوا إلى أنه يمكن التعبير عن المعنى الواحد بأشكال و أساليب متعددة قد يكون لبعضها رونق وجمال ليس في غيرها.
وللمعاني لديهم دلالة ثانوية فنراهم أحيانا يتحدثون عن المعنى المخترع أو النادر أو البديع أي لا يعني مجرد المقاصد أو الدلالة النثرية ولكن يعنون التشبيهات والاستعارات وفي تلك الدلالة أيضا لم يحيدوا عن الاتجاهات التقليدية لأسلافهم.
و الألفاظ عند الإحيائيين ما هي إلا إشارات ثابتة أيضا ً يختص كل منها بدلالة فردية ثابتة، يشير إليها ولا يتعداها إلا في الحالات المجازية التي هي بمنزلة انحراف في مجرى الدلالات العادية للألفاظ أو خروج على الطبيعة العادية للغة.
وإذا ما أراد الشاعر إحداث نوع من الخروج عن هذا الثبات فلا يمتلك الحرية الكاملة من اجل ذلك فهو هنا أيضا لابد أن يتقيد بالحدود التي رسمها أسلافه.
التسميات
إحياء
