الشغل ليس ضرورة بيولوجية بل عنوان التقدم والرقي.. العمل في منزلة العبادة وواجب على الجميع وبواسطته يتملك الإنسان الطبيعة

لقد تغير موقف الإنسان من الشغل عبر التاريخ فنظر إليه اليونان نظرة احتقار واعتبرته اليهودية لعنة وربطته المسيحية بخطيئة آدم. أما الإسلام نظر إلى العمل نظرة مختلفة تماما عما سبق حيث اعتبره في منزلة العبادة و أوجبه على الجميع حيث قال تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". كما اعتبره نعمة تستدعي الشكر وشرفا يحاط به المرء حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إن أشرف الكسب كسب الرجل من يده" وسيادة لصاحبه حيث يقول أيضا: "خادم القوم سيدهم".
وهكذا أخذ العرب هذه الصفات النبيلة للعمل, وأصبح الشغل ذلك الجسر الذي يمر به الإنسان من مرحلته البدائية إلى المرحلة الحضارية. أين أصبح يتحكم في الطبيعة كما يقول هيغل: "أصبح الإنسان يتملك الطبيعة" و يهدف إلى تحقيق القيم الاجتماعية حيث يرى أنصار الاتجاه الاجتماعي أن الشغل ظاهرة اجتماعية باعتبار أن الفرد بمفرده عاجز عن إشباع حاجاته مما فرض عليه التعاون مع الغير , فنشأت التجمعات السكانية كالمدن و القرى فأصبح الشغل نشاط جماعي ويهدف إلى تحقيق قيم اجتماعية حيث ذهب " ابن خلدون " إلى أن الإنسان مدني بالطبع . وأن الشغل نشاط ملازم للاجتماع البشري . لكن الشغل كان في بدايته دافعا بيولوجيا و لا يعتبر شرفا عند جميع الناس فالدافع البيولوجي لا يزال فاعلا خاصة في ظل بعض الأنظمة التي تشغل حتى الأطفال وفي سن مبكرة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال