ترى ما الذي يخطر ببالنا، وما الذي نتصوره، عندما نردد كلمة كالفضيلة أو الخير أو الحق أو الصدق أو سواها من الكلمات القليلة الحروف، العامرة بالمعاني الكبيرة.
لقد تناول الكاتب الكبير عباس محمود العقاد بأسلوبه المبني علي الحجة والمنطق موضوع الخير والسعادة، وتساءل: أيهما نتمناه أكثـر: الخير أو السعادة؟
وهل ترانا نرجو أن نوصف بالأخيار أو أن نوصف بالسعداء؟
ثم يقول: بغير حاجة إلى استفتاء يمكننا أن نؤكد أن السعادة تظفر بأكثر الأصـوات فنحن في الواقع نختار اسما جـذابا حين نختار السعادة، ونحن إذا تصورنا السعادة فصورتها أمامنا صورة فتاة حسناء، تمتع الحس والنفس، وتشبع اللذة والأمل. إن صورة السعـادة صورة أنثوية، حافلة بالإشراق والمتعة والجمال.
أما الخير، فيغلب على الخيال أن يرسمه لنا في صورة شيخ جليل، مهيب الطلعـة، طـويل اللحيـة، يجللـه الوقار.
وشتان بين الصورتين.
التسميات
عجائب لغوية