معاملة الزوجة لزوجها في حال غضبه.. امتصاص غضبه والانكسار له والاعتذار عمابدر منك ولو كان هو ظالما وعدم معاتبته في وقت الصفا

انظري إلى قول أسماء بن خارجة لزوجه:
  خذي العفو مني تستديمي مودتي    ولاتنطقي في سورتي حين أغضب
  ولاتنقريني نـقرك الدف مـرة              فإنك لاتدرين كيـف المغيـب
  ولاتكثري الشكوى فتذهب بالهوى     ويأباك قلبـي والقلـوب تقلب
  فإني رأيت الحب في القلب والأذى    إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
فإذا رأيت زوجك غاضبا فعليك بامتصاص غضبه والانكسار له والاعتذار عمابدر منك ولو كان هو ظالما لك وخطؤه واضحا جليا وليكن نبراسك في ذلك حديث رسول الله ص: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود التي إذا أغضبت أو أغضبت أخذت بيد زوجها وقالت: والله لا أذوق غمضا حتى ترضى.
فمهما أغضبك زوجك فاحرصي على ألا يبيت إلا وهو راض عنك واحتسبي أجرك عند الله فأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، وليس للموت موعد، فالحذر الحذر.
وإياك يابنيتي ومعاتبته في وقت الصفا ولاتظني كما يظن كثير من النساء أن ذلك هو أنسب وقت للمعاتبة فإنه فهم خاطىء لأنه يعكر المزاج ويكدر الصفو، وانظري إلى قصة أم سليم مع أبي طلحة عندما مات ابنها فإنها لم تخبره بمايسوؤه حتى قضى وقته الممتع معها وأخذ قسطه من الطعام والراحة ثم أخبرته بأسلوب هادىء ومثال لطيف يدل على رجاحة عقلها ودقة فهمها رضي الله عنها.
نصحت أم ابنتها قائلة: لاتغضبي إزاء فلتة زل بها لسان زوجك عند غضبه بل كوني رزينة متساهلة متسامحة ولاتقابليه بالمثل فبذلك يدرك هفوته ويأسف على زلته، وليكن حسن الظن وحسن التفاهم رائدكما فيزول كل مايقع بينكما.
وروي أن امرأة بكت بين يدي أبيها فسألها عن سبب بكائها فقالت: يا أبت كان بيني وبين زوجي شيء فغضب من كلمة بدرت مني فلما رأيت غضبه ندمت على مافعلت وقلت: ياسيدي عفوا وصفحا فإن الذي سمعته مني خطأ ولاأعود إلى شيء من ذلك فأبى أن يكلمني وحول وجهه عني فطفت حوله حتى ضحك ورضي عني وأنا خائفة من ربي أن يؤاخذني على تلك اللحظات التي أحرقت فيها من دمه ساعة غضبه بعض القطرات, فقال لـها والدها: والذي نفسي بيده لو أنك مت قبل أن يرضى عنك زوجك لما كنت راضيا عنك أما علمت أن أيما امرأة غضب عليها زوجها فهي ملعونة في التوراة والزبور والإنجيل والفرقان وشدد الله عليها سكرات الموت وضيق عليها قبرها، فطوبى لامرأة رضي عنها زوجها.
اتركي زوجك عندما يغضب حتى يهدأ ثم تخيري الوقت المناسب للحديث معه لمعرفة سبب غضبه ولاتحاولي إقناعه بخطئه إن كان في نظرك مخطئا إذا لم يقتنع بذلك.
قفي مع نفسك عقب غضب زوجك وسلي نفسك ما الذي دعاه للغضب وما الذي صدر منك فأوصله لذلك وحاسبي نفسك وحاولي إلصاق العيب بك وتجنب حصول ماصدر منك مرة ثانية، وإياك من المبررات التي تبرئين بها نفسك فهي مهلكة لك ولبيتك، وتعرفي على عيوب نفسك واكتشفيها قبل أن يدلك غيرك عليها أو قبل الندم حيث لاينفع الندم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال