حفظ الزوجة لزوجها في بيته وخدمته.. من آداب الزوجة أن تقوم بكل خدمة في الدار تقدر عليها والمرأة الجاهلة التي لاتحسن القيام بإدارة منزلها

إن خدمة البيت ومايتعلق به من مسئوليات هو من مهامك يا ابنتي الحبيبة وعمدة ذلك حديث رسول الله (ص): والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولية عن رعيتها, وفي لفظ عند البخاري: راعية على بيت زوجها وولده.
إياك أن تطلبي من زوجك خادما تخدمك وعلى وجه الخصوص إن لم يكن لديك من الأعمال ومسئولية الأطفال ما لا تستطيع المرأة العادية القيام به وليس لديك من يساعدك، وأعني بذلك الخادم التي تأتي للخدمة ثم تذهب، أما التي تأتي وتمكث فمفاسدها كثيرة جدا أولها تطلع زوجك لها وتطلعها له.
واجعلي نصب عينيك حديث سيدة نساء أهل الجنة وابنة خيرة الخلق فاطمة الزهراء التي أثرت الرحى في يديها من الخدمة وأثرت القربة في رقبتها من السقاية وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها كما في بعض طرق الحديث واشتكت ذلك لرسول الله (ص) فلم يشكها ولم يطلب من زوجها أن يكفيها ذلك أو يؤمن لها من يخدمها، وإنما دلها على الذكر قبل النوم فهو خير لها من خادم, وروي في بعض الطرق أنه قال لها: اتقي الله يافاطمة وأدي فريضة ربك واعملي عمل أهلك.
وتذكري أيضا أسماء ذات النطاقين ابنة أبي بكر وزوج الزبير التي تعدت خدمتها خارج البيت، تقول أسماء بنت أبي بكر: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولاشيء غير ناضح وغير فرسه فكنت أخدم الزبير خدمة البيت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق فلم يكن في خدمته شيء أشد علي من سياسة الفرس كنت أحش له وأقوم عليه وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله (ص) على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ, تقول: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.
وقد استدل بقصة أسماء هذه على أن على المرأة القيام بجميع مايحتاج إليه زوجهـا من الخدمة, وفي الصحيحين وغيرهما من خدمة نساء النبي ص له ونساء الصحابة لأزواجهن وتجهيزهم الأدم والبرمة والخبز وعجن العجين ونحو ذلك الشيء الكثير.
وقد خدمت امرأة أبي أسيد الساعدي وهي عروس في ليلة عرسها النبي ص وأصحابه ولم يكن لهم خادم غيرها.
قال الغزالي: ومن آداب الزوجة أن تقوم بكل خدمة في الدار تقدر عليها.
وتقدم قول شيخ الإسلام ابن تيمية: والصواب وجوب الخدمة فإن الزوج سيدها في كتاب الله وهي عانية عنده بسنة رسول الله ص وعلى العاني والعبد الخدمـة ولأن ذلك هو المعروف.
وكون مباشرة أعمال المنزل وإدارة شئونه من أخص الأعمال الواجبة على الزوجة أمر بدهي متفق عليه بين العقلاء والشرائع السابقة، ففي الشريعة العبرية:
(الزوجة مكلفة بتهيئة الطعام وغزل الكتان أو الصوف اللازمين لكسوتها وكسوة زوجها وأولادها وخياطة هذه الملبوسات وترقيعها وغسلها وتنظيف بيتها والاعتناء بأمره وبإرضاع أولادها وتربية بناتها وتعليمهن مايلزم لهن).
(مهما بلغت ثروة الزوجة ومهما كان مقدار المال الذي دخلت به للإعانة على حوائج الزوجية فإنه يجب عليها القيام بالأعمال الازمة لبيتها صغيرة كانت أم كبيرة لأن البطالة تؤدي إلى فساد الأخلاق)
وقالت كاتبة إنجليزية: لقد اجتمعت بمئات من نساء أمريكا اللواتي تربين في المدارس وتزوجن بالأطباء والمحامين ورجال الصحافة والقساوسة فلم أجد في منزلهن خادمة بل كلهن يعملن في أعمال البيت بأنفسهن حتى غسل الملابس وكيها.
وجاء في وصية أم لابنتها (إن المرأة الجاهلة التي لاتحسن القيام بإدارة منزلها ولاتقوى على سياسة مملكتها فإنها تسقط من نظر زوجها وأولادها وتهوي بأسرتها إلى وهدة البؤس والشقاء.
والرجل ياابنتي إن لم يكن مسرورا من حسن إدارة منزله وراحة أفراد أسرته وكان سبب ذلك جهل امرأته فلابد أن يفر عنها ويهرب منها مهما يكن بفؤاده من الحب والميل إليها,
شرف المرأة ياابنتي هو أن تقوم بواجباتها النسائية وأمورها المنزلية ولاتترك زوجها يفكر في غيرها أو يطلب سواها لراحته وترتيب منزله).
إن أراد زوجك مساعدتك في شيء من شئون الـبيت فلاتمكنيه من ذلك واستعظمي ذلك منه، فإن أصر فاشكري له ذلك وإياك أن تهزئي من عدم معرفته أو تنتقدي طريقته بل اتركيه يعمل ماشاء ثم ابذلي له الشكر الوافر، واطلبي منه ألا يكرر ذلك وأن يرتاح وسوف تقومين أنت بالعمل.
إياك أن تدخلي بيتك أحدا يكرهه زوجك حتى ولو من أهلك - والله حسيبه - إلا أن يأذن في ذلك حاضرا كان أو غائبا وإلا عرضت نفسك للضرب الذي لايليق بك لأن الحر تكفيه الإشارة ، وقد قال رسول الله ص: ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح.
وقال: لايحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولاتأذن في بيته إلا بإذنه.
احرصي على نظافة بيتك وترتيبه وتطييبه والاهتمام بالمظهر العام له والإضاءة المناسبة له.
أعطي اهتماما خاصا للحمامات والمراحيض.
عليك بالاستيقاظ مبكرا فهو دليل نشاطك وقد قال رسول الله ص: اللهم بارك لأمتي في بكورها .
وبالبكور تستطيعين إنجاز أعمالك بهمة وتشعرين ببركة الوقت ولايفوتك شيء من خدمة زوجك وأبنائك وبيتك، فكم من رجل يخرج من بيته بلا فطور ولاوجه باسم يودعه، وكم من طفل ذهب إلى مدرسته معتمدا على مصروف يشتري به مايضره ولا ينفعه وربما أضاعه لأن أمه مقصرة، وكم من بيت دخله الزوج بعد يوم شاق من العمل، فإذا به ينضح ارتباكا لانظام ولاطعام لأن ربته لم تكد تستيقظ من نومها.
لاتتذرعي في ترك واجباتك نحو زوجك بأنك مرهقة من أعمال البيت وأنك بحاجة لأن يلطف هو عنك ماتشعرين به، وهذا مع مافيه من منطقية إلا أنه قلب للموازين وكلامنا في هذا الكتاب كله يقول لك إن تلطفك أنت مع زوجك وترفيهك عنه هو من أخص وأهم مسئولياتك بل له خلقت أصلا، وأما هو فليس ذلك من مسئولياته أصلا غير أن الكلمة الطيبة صدقة ومداعبته لك له فيها أجر فالزوج الصالح لن تعدمي منه ذلك بإذن الله، ولكن مسئولية ذلك عليك أنت وبه نيطت جنتك ونارك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال