نهاية عهد الفلسفة في عصر التطور التكنولوجي وضرورة التخلي عن الخطاب الفلسفي.. الإنسان ليس بحاجة إلى التفكير الفلسفي لأنه أصبح قادرا على تفسير الظواهر الطبيعية بواسطة قوانين علمية

إذا كنت أمام موقفين متعارضين ، يقول أولهما «أن عهد الفلسفة قد ولى ولا جدوى من دراستها في عصر التطور التكنولوجي»، ويقول ثانيهما «أن الإنسان تطور علميا و صال و جال، فإنه ما زال بحاجة على الفلسفة» ويدفعك القرار على الفصل في الأمر، فما عساك أن تصنع؟

أ)- طرح المشكلة:
لقد أصبح الإنسان المعاصر في موقف محير؛ إذ تتجاذبه خطابات معرفية عديدة، كالفيزياء والرياضيات والبيولوجيا، فهو يتجاذب دائما إلى أكثرها يقينا حتى صارت الفلسفة لديه مجرد كلام فارغ ومن هنا نتساءل: هل يمكن للإنسان المعاصر التخلي عن الخطاب الفلسفي؟

ب)- محاولة حل المشكلة.
 1- الأطروحة:
ضرورة التخلي عن الخطاب الفلسفي.

الموقف:
يرى أنصار هذا الاتجاه أن الإنسان ما دام قد أصبح قادرا على تفسير الظواهر الطبيعية بواسطة قوانين علمية فهو ليس بحاجة إلى التفكير الفلسفي.

الحجج:
- استقلال العلم عن الفلسفة جردها من الموضوعات التي تبحث فيها.

- ظهور العلوم الإنسانية وتكلفها بدراسة الإنسان و قضاياه و مشكلاته، وهنا لم يبق مبررا لوجود الفلسفة.
- اشتغال الإنسان، اليقين العلمي جعله يستغني عن التخمين الفلسفي.

2- نقيض الأطروحة:
ليس من الضرورة التخلي عن الخطاب الفلسفي.

الموقف:
يرى أنصار هذا الاتجاه أن الإنسان بالرغم من تطور العلوم ونجاحه في الإجابة عن جل موضوعات الحقيقة إلا أنه لا يستطيع عن الخطاب الفلسفي.

الحجج:
- ظهور فلسفة العلوم أو ما يسمى بالإبيستمولوجيا بحيث أصبح العلم في عصرنا هذا موضوعا للخطاب الفلسفي.

- إن الخطاب الفلسفي في غالبيته يسعى إلى سعادة الإنسان في حين لا يهتم العلم بأن يرضي الإنسان أو لا يرضيه.

- مهما تطور الإنسان علميا، فإنه لا يستطيع التخلي عن التفكير الفلسفي لأن الكثير من القضايا التي تبحث فيها الفلسفة لا يستطيع العلم الغوص فيها.

- الفلسفة تختلف باختلاف العصور وتتغير بتغير الأوضاع الثقافية و الحضارية.
فالتاريخ يدل على استمرار الفلسفة (فلسفة يونانية – مسيحية، إسلامية، حديثة، معاصرة).

3- التركيب:
صحيح أن العلم استطاع أن يلبي حاجات الإنسان المادية ، لكنه لا يستطيع الإجابة عن تساؤلات الإنسان الروحية ، وهنا يحتاج الإنسان إلى الفلسفة و ذلك بالنظر إلى التعقيدات التي تشهدها حياة الإنسان المعاصر و مشاكله، فهو في حاجة إلى تقوية عقله للحكم فيها، ومن هنا، وجب عليه أن يتفلسف.

ج)- حل المشكلة:
مهما تطور الإنسان علميا، وصال و جال، فإنه بحاجة إلى الفلسفة، ولا يمكنه الاستغناء عنها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال