إن العلاقة بين الإنترنت والفنون الإبداعية قد كان لها النتائج المذهلة، من حيث التأثير والتأثّر، يكون الصراع بين القديم والجديد وتستمر حدته فترة طويلة، وتكون النتيجة لصالح الجديد، وهذه هي معركة الحياة يكون الانتصار للجديد، وإن كان لكل شيء خاصيته التي تجعل منه عنصراً مستمراً من حيث الفائدة والمتعة، فقد بقي المذياع بعد نصف قرن أو أكثر من انطلاقه في ديارنا، يحظى بجمهوره وبفائدته وبدوره عند بعض الناس وفقاً لطبيعة عملهم، بحيث لا يستطيعون في ميدان عملهم استحضار أي جهاز آخر. او انهم يفضلونه على الثقافية والاعلامية الاخرى مثل التلفاز..
استمرت معاناة الأدباء كثيرا من صعوبة النشر، الصحافة الورقية تقتصر على نشر كتابات الأقلام المعروفة، وكتابات الشباب تظل مهملة، يرسلها الكاتب بواسطة البريد العادي، ويظل ينتظر جواب محرر الصفحة الثقافية ، الذي قد يطلع على مضمون الرسائل الكثيرة،التي تصله ان كان مثقفا يتميز بالحرص على المستوى الفني والفكري للكتابات ،او انه يتخلى عن فكرة قراءة كل ما تجود به رسائل البريد من كتابات أدبية لأشخاص ظلوا يحلمون ان يصل ما أبدعوه الى القراء فيعمد الى رميها في أقرب سلة للمهملات ، ولأن المرأة تكون معاناتها أكثر بكثير من معاناة الرجل، في مجتمعاتنا العربية التي تهمش النساء وتجعلهن يفكرن بنفس الطريقة، التي يفكر بها الرجل ويكتبن نفس افكاره ويعبرن عن عواطفه التي من المنطقي جدا، أن تختلف كثيرا عن عواطفهن الحقيقية ، وحين اهتدى الانسان الى الانترنت زالت الكثير من الصعوبات التي اعترضت طريق الكتابات، واصبح الانسان حرا في التعبير عن نفسه ونقل تجربته الابداعية، بالشكل الذي يرتأيه ، فظهرت لنا أسماء عديدة استطاعت أن تنشر نتاجاتها في مختلف أنواع الكتابة الشعرية منها والنثرية ، وتمتع الكتاب بحرية واسعة وزالت الموانع التي كثيرا ما كبلت أقلام الأدباء ، فتم تناول المسكون عنه وتعرية الظلم والازدواجية في المفاهيم، ودخلت الكتابات الى المنطقة التي كانت محظورة، وتجاوزت التقاليد المحلية، واستطاعت الكاتبات ان يتمتعن بحرية واسعة في البوح، ان كان حادثا نتيجة تجربة شخصية ،او ما ترويه لهم الصديقات، او نتيجة الحرية التي نالتها القدرة التخيلية، وحين أتذكر قصة الحب الطويلة بين جبران ومي زيادة وكيف انهما لم يلتقيا ، ودام الحب بينهما عن طريق الرئائل البريدية ،افكر بالثورة الكبيرة التي أحدثتها التكنلوجيا ، فقد اصبح بامكان أي شخص سواء كان رجلا او امرأة ان يحدث الآخر بلواعج قلبه ، وبرغبته بالوصال الذي أصبح من الامور المألوفة جدا ، ولم يعد شيئا يثير الاستغراب او يدعو الى الانتقاد، أصبحت المرأة تتخذ الخطوة الأولى، في التعبير عن عواطفها نحو رجل معين يثير اعجابها،مهما كانت المسافات بينهما طويلة جدا، اصبح الاتصال بالصوت والصورة ممكنا ، كل هذا استطاعت المبدعة اللعربية ان توظفه في كتاباتها، الجنس لم يعد حكرا على الرجل ، استطاعت المراة العربية ان تصل الى المناطق النائية وتعبر عن المسكوت عنه..
التسميات
عولمة