التشكيل الفني من خلال الصورة الموقف او الصورة المشهد في أُطفِىءُ فانوسَ قلبي.. الانفتاح على أسلوب القص والمقابلة بين زمنين

قدّم الشاعر التشكيل الفني من خلال الصورة الموقف أو الصورة المشهد التي تعتمد على التكثيف والمفارقة، وعنصر الزمن الذي عمّق فضاءها وأعطاها أبعاداً إضافية:
لم نجرؤ يوماً أن نبتلعَ البذرات
كنا نخشى أن تَنْبتَ داخلَنا الأشجار.
ومما دعم من فاعلية الصورة أيضاً عناوينها القصيرة التي لم تكن تتجاوز كلمة واحدة. والصورة لاتتوقّف عن الحدود الضيقة للمكان الحسي، فأحياناً يتسّع فضاؤها كثيراً فيخرج من المكان الضيق إلى مساحاتٍ أرحب:
بجعُ السدِّ
قاومَ وحلَ بحيرته
غيرَ مكترثٍ ، مايزالُ قبيلَ الغـروبِ يهاجرُ
فوقَ سماء البيوتِ
وصمتِ الحقولِ مجفَّفةً من غناء الصغار
بجعُ البحيرة يخفقُ حيرتَهُ
ينثرُ ريشاتِه
زغباً موحِلاً ليسَ تدعكُهُ الكلمات.
وما دعم الصورة الفنية أيضاً انفتاحَها على أسلوب القص، والشاعر غالباً - في هذه الحالة - مايقابل بين زمنين. وهذا يُعطيه فسحة كبيرة لكي يحكي ويعبّر ويُخرج المكبوت الجميل، لعلّ الأنا المنكسرة تتوازن:
كنتُ أدفعها للشقاوةِ دوماً
لننتصفَ الصفعات
ترافقني للدكاكين حيثُ أمطُّ لها النصفَ
من علكةِ المستكى
وأعلِّمُها كيفَ تجلو
البقايا بركنِ الجداْر
وقتَ يكفُّ غبارُ القرى
مثلَ لصّينِ نظراتنا ترتمي
لقروشٍ تُطِلُّ
لاأسامحَها حين تقضمُ مرسمتي الفِكسَ
مع أطفالها أقبلتْ
كغريبين صافحتها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال