سعى الشاعر إلى أنسنة المكان. والمكان في المجموعة ليس مجرّد كُتَل صامتة، بل هو أطفال ودراجات وحب وخضرة وجدران تحنو (أضلاعُ الشقّةِ/ كانت تتكّسر. لقد سعى الشاعر إلى تشخيص الأشياء وأنسنتها: الجدران والدولاب وخشبات الصندوق والشاي والسرير:
ديوانٌ تقرؤهُ الظلمهْ
أنفاسُ صفيري المسّارعةُ
تهبطُ تهبطُ
شرشفُ شعرٍ يتفرّشُ نصفَ سريرٍ
شغبٌ يهجعُ بطفولةِ مملكةٍ نعستْ
أفكارُ صغيري الرطبةِ
أقرؤها الآن
من تحتي تتسرّبُ بمأمنْ
فرحتُهُ
بالمكتبِ ذي الأدراجِ المنـزلقة
بسريرِ الأطفالِ بمرتبةِ الإسفنجِ
الدولاب الزاهي بالألوان
هل كانت مثلي
يومَ انتزعَ أبي خشباتِ صناديقِ الشاي
ليسمّرَ دولابي الأول.
وعلى هذا المنوال يقول أيضاً:
تزهرُ الدارُ وحشتَها
كلُّ ركنٍ يطقطقُ
فيه حنين
لأنفاسِهم تترنّحُ
فوقَ البلاط
علّقوا ضجّةً بالجدار
تلوّحُ من غبرةٍ
وقد دعم كل ذلك أن جميع النصوص دون اسثناء يتحد فيها البعدان الوجداني والتعبيري في المرايا.
التسميات
أطفئ فانوس قلبي