تسبب المتخلفين من الحجاج والمعتمرين في مشكلات اجتماعية في الأحياء العشوائية.. السكن في منازل عشوائية فوق سفوح الجبال والعمل في البيع والشراء وحمل الأمتعة

تمثل الأحياء العشوائية إحدى المشكلات الرئيسة التي تعاني منها بعض المدن كنتيجة لتزايد أعداد المتخلفين واستيطانهم في مثل تلك الأحياء ففي مكة المكرمة على سبيل المثال يقيم المتخلفون في منازل عشوائية فوق سفوح الجبال، ويعملون في البيع والشراء وحمل الأمتعة.

وبعد حي المنصور مثالاً نموذجياً للأحياء العشوائية في مكة المكرمة والذي سجل رقماً قياسياً في عدد الجرائم التي ارتكبها وافدون معظمهم من المتخلفين من جنسيات إفريقية مختلفة خلال العام 1427هـ كما أوضح التقرير المنشور في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ الثلاثاء 27 ذو الحجة 1427هـ الموافق 16 يناير 2007م العدد (2300) السنة الرابعة.

ويشير تقرير نشرته صحيفة الاقتصادية بتاريخ 10/7/1428هـ إلى خطورة الأحياء العشوائية أمنياً حيث ينص التقرير على أن الأحياء العشوائية فضاءات واسعة لارتكاب كل أنواع الجرائم من القتل إلى السطو المسلح والسرقة والمخدرات والشعوذة ومأوى للهاربين من العدالة.

كما يذكر التقرير أن تلك الأحياء تحولت إلى أمكنة تؤوي المخالفين لنظام الإقامة والخارجين عن القانون ويؤكد التقرير انه إذا ما اردت البحث عن لص هارب أو مجرم قاتل أو مرتكب لأي جريمة أخلاقية تتجه البوصلة إلى حي جبل الشراشف والكونكارية وشارع المنصور والنكاسة في مكة المكرمة وهي أحياء لا يفصل بينهما سوى شارع واحد.

ويختار المجرمون تلك الأحياء لوقوعها في منطقة جبلية ومبانيها أشبه بالكتل المتشابكة ودهاليزها ضيقة مما يصعب الوصول إليها، وتوجد أحياء عشوائية أخرى تعتبر مخابىء للمتخلفين مثل وادي جليل وجبال المصافي بمكة المكرمة.

وفي مدينة جده تمثل الأحياء العشوائية التي يستوطنها المتخلفون مشكلة كبيرة لرجال الأمن وقلق دائم للمواطنين فعلى سبيل المثال كشف استطلاع ميداني ونشرته صحيفة الوطن بتاريخ الأحد 24 شوال 1428هـ الموافق 4 نوفمبر 2007م العدد 2592 السنة الثامنة أن نحو 3000 نابش أفريقي يقيمون داخل مردم النفايات الواقع شرق طريق جدة.

وإن هؤلاء النابشين يسكنون داخل المردم في مجمعات عبارة عن صناديق من الخشب والصفيح ويعملون في نبش النفايات وقد ذكر التقرير أنه يصعب التعامل مع هؤلاء النباشين لاستخدامهم الأسلحة البيضاء في مقاومة فرق المتابعة.

كما أنهم يلجؤون إلى الجبال حيال مداهمة المردم وأكد المسؤولون أن النابشين استوطنوا داخل المردم منذ نحو 25 عاماً مما ساعدهم على بناء عدد كبير مما يشبه المستوطنات يتنافسون فيها على زيادة عددهم وكسب مساحات أكبر من المردم.

كما يوجد في مدينة جدة أحياء عشوائية شبه مغلقة كما هو الحال في مكة المكرمة حيث أن هناك أحياء تتصدر صفحات الصحف من حيث ارتفاع معدلات الجريمة فيها من سرقات وسطو وسلب وتكسب بالرذيلة فضلاً عن ترويج المخدرات.

ولعل أبرز تلك الأحياء (الكرنتينة، وغليل ) اللذان يستأثران بأكثر البؤر إجراماً حيث اتخذت بعض أزقتها وحاراتها أسماء تربط بمسميات ذات دلالة مثل جامايكا وكولومبيا والتي أضحت ملاذاً للمتخلفين من جنسيات أفريقية يمارسون المخالفات ويشكلون أخطر العصابات.

أما الطائف فإن حي عودة وحي وادي النمل يمثلان مثالاً حياً للأحياء العشوائية التي يقيم بها المتخلفون فكما أوضح التقرير المنشور في صحيفة عكاظ بتاريخ الأربعاء 1/9/1428هـ - 12 سبتمبر 2007م العدد: 2278 أن العشوائية التي طغت على حي عودة بالطائف في تحويله إلى بؤرة للمتخلفين الذين ما انفكوا ينطلقون منه لممارسة شتى أنواع التجاوزات والجرائم من سطو وسلب وسرقة في مختلف أنحاء المحافظة.

كما أن حي وادي النمل يعد ملجأ ومكاناً خصباً لإقامة المتخلفين من الجنسيات الإفريقية وانتشارهم وتكاثرهم في الحي وانتشار بعض الظواهر السلبية سواءً كانت أمنية أو أخلاقية أو صحية مما أدى إلى انزعاج سكان الحي السعوديين الذين عادة ما يتقدمون بشكاوي للجهات المختصة لطلب النظر في وضع المتخلفين والعمل على إجلائهم وتطبيق النظام بحقهم وحق من أواهم وتستر عليهم، علماً بان المشكلة لا زالت قائمة حتى الوقت الحاضر الأمر الذي يستوجب الحد من خطورتها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال