يرى هربرت سبنسر 1820-1903 فى كتابه التربية العقلية الخلقية و الجسمية الصادر فى 1860 ضرورة ان تكون المدارس واقعية بتحديد اهداف واضحة منسجمة مع العصر و مع التطور الذى حققته الانسانية و ان تهتم بالعلوم التى تساعد الانسان على التكيف مع الطبيعة و المجتمع و الحضارة ويعتبر ان الدور الاساسى للمدرسة هو اعداد الطفل كيف يعيش؟ اى باى اسلوب نتعامل مع الجسم و كيف نتعامل مع الفكر و كيف نتصرف كمواطنين؟ فالمدرسة انما تعد الطفل للحياة وتتولى اختيار المعلومات الاكثر نفعا و ارتباطا بالواقع المتطور..
و يرى ضرورة الاعتناء بتربية الابناء ليكونوا عائلات اذ ان خير المجتمع يكون من خلال تربية المواطن الصالح و ما دامت طبيعة المواطن اكثر قابلية للتعديل فى سن مبكرة فاننا يجب ان نعمل على اهمية ادراك الابوين للمسؤولية الملقاة عليهم فى حسن تربية الابناء مما يضمن بناء المجتمع الفاضل..
و يرى سبنسر ان طبيبا بدا لتوه تعلم الجراحة دون دراسة علم التشريح فاننا سنرثى لحال مرضاه و نستغرب تهوره فى ممارسة ما لم يتمكن من تعلمه.. بينما لا نتعجب من عدم امتلاك الابوين اية افكار عن مبادىء تربية الاطفال الصعبة من الناحية العقلية او النفسية او الجسمية و نتساءل كيف سيكون مصير هؤلاء الاطفال؟
ومن حقنا ان نتساءل ايضا كيف سيكون مصير الاطفال الذين نعلمهم اشياء دون فهمها جيدا او اعطائهم افكارا عامة دون التحقق من صحتها و ماذا بشان طفل يصبح مجرد متقبل دون ان يكون فاعلا فيما يتلقاه و دون مساعدته ليصبح معلما لذاته.. ان النتيجة ستكون حتما سلبية و ستلقى الكتب جانبا بعد انتهاء الامتحانات و سينسى اكبر قسم مما سبق و درسه الاطفال و ما بقى منه لن يستفيد منه الطفل… لانه لا يستطيع توظيفه فى حياته و لان التعلم لم يعتمد على تنمية قوة الملاحظة و التفكير المستقل لدى هؤلاء الاطفال ولم نمكنهم من التدريب المتواصل على حل المشكلات.. ويرى ان من اهم قواعد التربية الجيدة مراعاة قدرات الاطفال و الانتقال من البسيط الى المعقد و لذلك تعتبر التربية علما قائما بذاته يعتمد على التجربة و الممارسة للتاكد من نجاعته و جدواه على العقل و النفس و الجسد و السلوك اجمالا.
التسميات
تربية