فى كتابه “الديمقراطية و التربية”يرى جون ديوى ترجمة الدكتور زكرياء ميخائيل و متى عقراوى القاهرة 1946 ان التربية وظيفة اجتماعية و يعتبر ان التربية هى عملية رعاية وتهذيب و تثقيف و العناية باهم عناصر النمو عند الانسان وهى تكوين افراد فاعلين فى محيطهم الاجتماعى و البيئة هى كل ما يحيط بالانسان و ما ينسجم مع ميوله و رغباته الفعالة فالاشياء التى تؤثر فى الانسان و يتفاعل معها هى البيئة الحقيقية للانسان فعا لم الفلك يكيف اعماله وفق النجوم التى يرقبها و مسالكها التى يحسبها و وسائل الرصد هى بيئته المتصلة به اتصالا اوثق من سائر الاشياء القريبة منه.. و عالم الآثار انما بيئته هى العصور الخوالى للحياة البشرية التى يدرسها و الآثار و المخطوطات التى تمتن عرى الارتباط بها.. والبيئة انما تتكون من الظروف التى تكون سببا فى تقوية الاعمال الخاصة بالكائن الحى و اثارتها او فى اضعافها و منعها من التواصل.. فالماء مثلا هو بيئة الاسماك لانه لاغنى عنه لفعاليتها واستمرار حياتها فالبيئة هى كل الاوضاع التى تؤثر فى النشاط و تقويه او تعترض سبيله وتحبطه و البيئة المناسبة هى التى تهيؤ الطفل ليكون عالما مجتهدا او متخاذلا منكسرا لا يفيد ولا يستفيد
ان الطفل هو ابن بيئته فاذا كان الوالدان حريصان على الاهتمام بتربيته على الاخلاق الفاضلة و حب المعرفة فانهم سيجهدون انفسهم على ذلك بتخصيص اوقاتهم واموالهم لتحقيق هذا الغرض اما اذا تركوه يلعب دون اهتمام او رقابة فان البيئة التى سينشا فيها لن تكون حافزا له على التعلم و الاندفاع الى كسب المعرفة بقدر ما ستكون الاندفاع نحو تلبية الرغبات الجامحة نحو اللهو و اهدار الوقت فيما لا يفيد..
و الانسان ابن بيئته لانه لا يمكن للفرد ان يعيش بمفرده فالمحيط هو من يحدد له سلوكه فالتاجر لا يمكنه ان يبيع و يشترى مع نفسه و صاحب المصنع انما يضع خطط عمله بالاستناد الى حاجيات المحيط و يتفاعل مع تغير حاجيات السوق.. فكل تفكير او احساس يتفاعل مع المحيط انما هو سلوك اجتماعى …فالكلاب و الخيل و القطط تتبدل اعمالها بملازمتها العيش مع الانسان فالداب على اثارة نوع معين من الاعمال يكون عادات جديدة لدى الافراد تصبح سلوكا منتظما كانتظام الدوافع الاصلية للفرد..
والمبدا المراد ابرازه من اهمية المحيط فى تربية الابناء و الاطفال عموما هو ضرورة ان نهىء الظروف التى تدفع الفرد الى الاخذ ببعض اساليب العمل المحسوسة و غرس قيم اخلاقية و طباع حسنة من خلال اشراك هذا الطفل فى اعمال الجماعة حيث يرى نجاحه فى نجاحها و فشله فى فشلها فيستمد افكاره و قيمه من المحيطين به لتكون التربية قائمة على الممارسة و التجارب المشتركة لافراد الجماعة وبالتالى كلما كان سلوك هذه الجماعة كالاسرة او المدرسة راقيا كلما كان اندفاع الفرد اكثر نحو الاخذ باسباب هذا الرقي المعرفى او السلوكى.
التسميات
تربية