صورة واقعية لمشكلة زوجية.. دور المرأة أن تمتص غضب زوجها وتتحمل ما يصدر منه وتكون هي الواصله سـواء كان الخطأ منه أم منها

في سورة المجادلة نتعرض لحالته بين زوجين صاحبين أوس بن صامت وزوجه خولة بنت ثعلب وهي تحكي لنا قصة نزول السورة فتقول: كنت عنده وكان شيخا كبير قد ساء خلقه قالت فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب علي فقال: أنت علي كظهر أمي قالت ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليه فإذا هو يريدني عن نفسه قالت: فقلت: كلا والذي نفس خولة بيده لا تخلص إليه وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني وامتنعت منه فغليته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا ثم خرجت حتى جئت رسول الله ص فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه فجعلت أشكوا إليه ما ألقي من سوء خلقه فجعل رسول الله ص يقول : يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه.. وذكرت نزول الآيات وفي آخرها ذكرت كفارة الاطعام وعدم قدرته عليها ، قالت: فقال رسول الله ص: فإنا سنعينه بعرق من تمر قالت: فقلت: يا رسول الله وأن سأعينه بعرق آخر. قال: أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا . قال ففعلت .
المرأة عليها العبء الأكبر:
وفي القصة فوائد عديدة أهمها وصية النبي ص لها لزوجها مع خطإه الواضح ووقوعه في تلك المخالفة الشرعية وأمره لها بأن تتق الله فيه مع ما فيه من سوء الخلق معها. وهذا دور المرأة أن تمتص غضب زوجها وتتحمل ما يصدر منه وتكون هي الواصله سـواء كان الخطأ منه أم منها. كما ثبت في الحديث: التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها وتقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى.
ومن الفوائد أيضا ما كانت عليه من ضيق العيش وقلة اللباس ومع ذلك كانت صابرة محتسبة حريصة على دوام عشرتها معه بل ساهمت في كفارته لكي تعود الحياة إلى ما كانت عليه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال