إن حق الجار عظيم وأنت تعرفين ذلك وليس أشهر من حديث رسول الله ص: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) وقوله ص: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلايؤذ جاره, وقوله ص: (والله لا يؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن قيل من يارسول الله؟ قال: من لايأمن جاره بوائقه - أي شره)
تعاهدي جيرانك بالسؤال عنهم والإهداء لهم ولو مما حث عليه رسول الله ص من إكثار المرق، أو كما قال رسول الله ص: لاتحقرن جارة أن تهدي لجارتها ولو فرسن شاة, وابذلي لهم ماعونك وما تستطيعينه من مساعدة.
وحقوق الجار كثيرة وعظيمة عليك بدراستها والاهتمام بتعلمها وتعليمها أبناءك والذي أريد التنبيه عليه هنا هو عدم تعارض علاقتك بجيرانك مع حقوق زوجك ومرئياته فربما كره الاختلاط ببعضهم أو رفض ذهابك إليهم أو منع من دخول بعضهم إلى داره ونحو ذلك فلاعليك إلا أن تنفذي رغبات زوجك، وعذرك شرعي لأنه وليك ويرى المصلحة الراجحة فيقدمها على المرجوحة وأمره إلى الله.
لاتكن جلساتك مع جيرانك للحديث عن الأزواج ومـا يدور في بيتك تحت ستر الله عز وجل، أو بالغيبة والنميمة والحديث عن فلانة وعلانة، بل عمريها بذكر الله والتعاون على البر والتقوى وتذاكر واجبات المرأة المسلمة وحقوق الزوج وطرق تربية الأولاد وطهي الأطعمة والتدبير المنزلي، وإياك من إخراج أسرار بيتك ولو تطلعت بعض جاراتك إلى استنطاقك لشعورها بشيء منك أو سماعها شيئا مما دار بينك وبين زوجك، فلا تجيبيها لمرادها وتهربي منها بلباقة.
وقد قال أحد الأدباء خاطبا: ابغني امرأة لا تؤنس جارا، ولا توهن دارا، ولا تثقب نارا, يعني لا تكثر الدخول على الجيران ولا تدخلهم دارها بدون داع ولاتغري بينهم بالشر.
التسميات
زوجية