- " ترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربية ببرامجها ومناهجها وأهدافها إلى تأكيد فريضة الصوم وتأصيلها وترسيخها في نفس الفرد المسلم منذ أن يصبح مكلفاً بها شرعياً وقادراً عليها صحياً،لأن لها أبلغ الآثار الإيجابية الفعّالة في تقوية إيمانه وتوحيده في عقيدته وعبادته،وإيقاظ ضميره وصحوة وجدانه،وإحساسه برقابة مولاه،وشعوره بحضوره المستمر معه أينما كان،وترقية خلقه،وتزكية روحه،وكسر حدة شهوته،والدربة على التحكم في انفعالاته وضبط غرائزه ونزواته،وتربية روح الاحتمال والصبر لديه،وتفجير معاني العطف والشفقة والرفق والخير في نفسه،وتحريك مشاركته الوجدانية الصادقة للآخرين وإعانة المحتاجين منهم والمعوزين،وتقوية ميله الاجتماعي فيعمل مع غيره على حفظ كيان جماعته بالتكافل والتراحم والتعاون، فضلاً عما للصوم من ميزة كبيرة في حفظه لصحة الصائم البدنية ووقايته من الأمراض والعلل المختلفة."[37]
- " يعتاد ألا يتكلم كذباً ولا زوراً ولا غشاً ولا يمارس غدراً ولا خيانة ولا إيذاءً أو عدواناً على الناس في أموالهم أو أعراضهم"[38]
فعَنْ أَبِى صَالِحٍ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - y- يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ،فَإِنَّهُ لِى،وَأَنَا أَجْزِى بِهِ .وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ،وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ،فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ،فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ،أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ .وَالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ،وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ » ..[39]
- يتعلم النظام لأن المسلم في رمضان يأكل بنظام،وينام بنظام ويستيقظ بنظام ،ولذا فإنك ترى أن النظام يتجلى في المجتمع الإسلامي بأروع صوره في رمضان " [40]
[37] - الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة،ص 137-138
[38] - حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً،ص158
[39] - صحيح البخارى- المكنز - (1904) وصحيح مسلم- المكنز - (2762) وصحيح ابن حبان - (8 / 259) (3482)
ولخلوف:خلف فم والصائم يخل خلوفا:إذا تغيرت ريحه من ترك الأكل والشرب،والخلفة منه.
يرفث:الرفث:كلمة جامعة لكل مايريده الرجل من المرأة،وقيل:والتصريح بذكر الجماع،وهو الحرام في الحج على المحرم،فأما الرفث في الكلام إذا لم يخاطب به امرأة،فلا يحرم عليه،ولكن يستحب له تركه.
يصخب:الصخب:الضجة والجلبة.
الصوم لي وأنا أجزي به:إنما خص الصوم والجزاء عليه بنفسه عز وجل وإن كانت العبادات كلها له،وجزاؤها منه،لأن جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل،من صلاة،وحج،وصدقة، وأتبتل واعتكاف ودعاء وقربان وهدي،وغير ذلك من أنواع العبادات،قد عبد المشركون بها آلهتهم،وكانوا يتخذونه من دون الله ندادا،ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وفي الأزمان المتقادمة عبدت آهتها بالصوم،ولاتقربت إليها به،ولا دانتها به،ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع،فذلك قال الله عز وجل:«الصوم لي» أي:لم يشاركني فيه أحد،ولا عبد به غيري،فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي،وأنا أتولى الجزاء عليه بنفسي،لا أكله إلى أحد ( غيري ) من ملك مقرب أو غيره،وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث وجوها من التأويل،لاتداني هذا القول ولا تقاربة،إذ ما من قول منها إلا وباقي العبادات تشاركه فيه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذكر أنه مما وقع له ابتكارا،ولم يسمعه من أحد،ولا وقف عليه في كتاب،ولم أسمعه أنا من غيره،ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن،وفقه الله بعرفانه.جامع الأصول في أحاديث الرسول - (9 / 453)
[40] - حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً، ص 158
التسميات
تربية الطفل