المراهق والواقع.. تاثير الفلسفة الوجودية على مدى مسؤولية الإنسان وحريته في أفعاله

انطلاقا من كل المعطيات والمفاهيم و الأنماط تحدد شخصية المراهق التي وصفناها سابقا بالثائرة والمذبذبة أي أن واقع المراهقة هو واقع صعب ومتقلب ولكن إذا حللنا وفهمنا فإننا نقول أن كل هذه الظواهر مفروضة على الإنسان وليست له فيها لا ناقة ولا جمل فالأسباب عديدة وهي التي حتمت عليه أن يعيش نمطا لا شعوريا فهو إنسان وقد أثرت الفلسفة الوجودية على  مدى مسؤولية الإنسان وحريته في أفعاله حيث يقول سار تر " إني أنا مسؤول على الحرب وكأني أنا الذي أشعلتها" إذن هل نحمل فعلا المراهق مسؤولية كل أفعاله ونحاسبه عليها أم نعتبره إنسان غير مسئولا وليست له حرية فيما يفعل ونرفض  الموقف الوجودي؟
أعتقد أن المهتم والواعي بتحديد معنى المسؤولية الواعية يبرر ساحة المراهق من نتائج أعماله وبالتالي يتعامل معه على أساس الحذر من ناحية وعلى أساس جعله إنسانا قابلا للتفاهم دون وضعه موضع الاتهام والإجرام وبناءا على ذلك يصبح التعامل بينه وبين المربي سواء كان قيما أو مدرسا أو غير هما أسسه الجدل والحوار فإذا كان رافضا لأية وضعية ولأي سلطة فوقية فذلك يعني أنه أصبح شاعرا  بتحمل المسؤولية ولذلك نترك له إمكانية تحمل المسؤولية مع الحذر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال