تعليم الطفل القرآن والسنَّة النبوية المطهرة

قال العلامة عبد الله علوان رحمه الله:" إنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها،فإذا كان صلاح أول هذه الأمة بالقرآن تلاوةً وعملاً وتطبيقاً،وعزتها بالإسلام فكرةً وسلوكاً وتحقيقاً،فآخر هذه الأمة لا تصل إلى مراتب الصلاح،ولا تتحقق مظاهر العزة،إلاّ أن نربط أولادنا بهذا القرآن الكريم فهماً وحفظاً وتلاوة وتفسيراً وتخشعاً وعملاً وسلوكاً وأحكاماً،وبهذا نكون قد كوَّنا في عصرنا الحاضر جيلاً قرآنياً مؤمناً صالحاً تقياً،على يديه تقوم عزةُ الإسلام وبفضل همته العالية الجبارة يرتفع في العالمين صرحُ الدولة الإسلامية لتناهض الأمم في عزتها وقوتها وحضارتها.
فاحرص – أخي المربي – أن تهيئ لأولادك وبناتك من يعلمهم القرآن الكريم سواء أكان التعليم لهم في البيت أو في المسجد ،أو في مراكز تعليم القرآن الكريم.
واعلم أنك إذا قمت بهذه المهمة على وجهها الصحيح،فتكون قد قمت بواجب المسؤولية نحو ولدك وربطته بالقرآن روحاً وفكراً وتلاوة وعملاً وأحكاماً "[92]
وأوصى الإمام الغزالي المربين بتعليم أولادهم " القرآن وأحاديث الأخبار وحكايات الأبرار وأحوالهم لينغرس في نفسه حب الصالحين "[93]
" كذلك يجب الاهتمام بتعليم أولادنا السنَّة النبوية المطهرة لأنها التطبيق العملي والبيان القوي للتربية الإسلامية للنشء،فكل بحث في تربية الطفل نجد له أصلاً ومنبعاً من إرشاد المربي الأكبر-r- فالحديث الشريف ذو أثر كبير في الإيمان والسلوك،وإن أحاديث الرسول – r– لها أثر كبير في بناء النفس والروح الجهادية،فهي تجذب وتصقل وتقود "[94]
 وليبدأ بتعليمه الأربعين النووية،ثم رياض الصالحين،وشروجهما ..
"لا بد للمربي – أو الوالدين – أن يهتما أثناء تلاوة الطفل بتفسير موجز بسيط للقرآن حتى تفتح معاني القرآن قلب وعقل الصغير،للقرآن تأثير كبير على النفس البشرية عامة،يهزها ويجذبها ويحرك أعماقها،وكلما اشتدت النفس صفاءً ،كلما ازدادت تأثراً،والطفل أقوى الناس صفاءً،وفطرته ما زالت نقية،والشيطان ما زال في كبوته تجاهها،وإذا تأملنا الآيات المكية وجدناها قصيرة تتناسب مع نفسه القصير،بالإضافة الى قصار السور التي تقدم للطفل موضوعاً متكاملاً بأسطر قليلة،سهلة الحفظ قوية التأثير "[95]
وعلى المربين الاهتمام بغرس فضل تلاوة القرآن الكريم في نفوس أطفالهم لأهمية تلاوة القرآن الكريم.
قال تعالى:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (121) سورة البقرة
وَمِنْ أَهْلِ الكِتاب طَائِفَةٌ يَقْرَؤُونَ التَّورَاةَ بِخُشُوعٍ وَإِمْعَانٍ،وَيَتدبَّرُونَ مَعْنَاهَا،وَيَفْقَهُونَ أَسْرَارهَا وَحِكََمَها،وَأُولئِكَ هُمُ الذِينَ يَعْقِلُونَ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ يَا مُحَمَّدُ هُوَ الحَقُّ،فَيُؤْمِنُونَ بِهِ،وَيَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ إِلى سَوَاءِ السَّبِيلِ،( كَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَّمٍ ) .وَمَنْ يَكْفُرْ بِمَا أُنْزِلَ إِليكَ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ الحَقُّ،مِنَ الرُّؤَسَاءِ المَعَانِدِينَ،وَالجُهَّالِ المُقَلِّدِينَ،فَأُولئِكَ هُمُ الذِينَ خَسِرُوا سَعَادَةَ الدُّنْيَا،وَالمَجْدَ وَالسِّيَادَةَ التِي يُعْطِيهَا اللهُ مَنْ يَنْصُرُ دِينَهُ[96]
وبالتالي على المربين أخذ أولادهم إلى المسجد وتسجيلهم بمراكز تعليم التجويد،فإن كان المربي على قدرة لتعليم طفله تلاوة القرآن الكريم فذلك أفضل.فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » .[97]
وعَنْ عُثْمَانَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ.[98]
[92] - علوان،عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام،جـ2/772
[93] - الغزالي، أبو حامد بن محمد،إحياء علوم الدين،و بذيله كتاب المغني عن حمل  الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار للإمام زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، جـ3/110،بيروت،دار الكتب العلمية،ط 1،1423هـ-2002 م.
[94] - سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 252
[95] - العك،خالد عبد الرحمن،تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة،ص 120
[96] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 128)
[97] - صحيح البخارى- المكنز - (5028 )
[98] - صحيح البخارى- المكنز - (5027 ) وصحيح ابن حبان - (1 / 325) (118)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال