تشكل الترلابية بالنسبة لهنري جان "...في أعين السوسيولوجي سيرورة للمثاقفة Occulturation، ومن ثم تشتغل كل الآليات الوظيفية الخاصة باستدخال القيم واستيعاب السلوكات وكل المقتضيات التي تحاول بواسطتها البنيات إدماج الأفراد، وكل التنظيمات التي تعمل بواسطتها أنظمة السلطة، صراحة او ضمنا، حث الأفراد على احترام التراتبيات...".
للمؤسسة المدرسية، في الواقع، وظيفة مضاعفة: إشاعة موروث الماضي والتهييئ لتحولات المستقبل، ومن تم فالأمر لا يتعلق بصدفة عندما لا نعثر على أي نظام للبحث العلمي لم يعر قدرا من اهتمامه للمشاكل الأساسية الحالية للتعليم أو للتكوين المهني.
يتحدد موقع لسوسيولوجيا التربية على مستوين:
- تحلل مكانة ووظيفة المؤسسة المدرسية داخل المجتمع وبذلك العلاقة بين هذا المجتمع والمجتمع العام، انطلاقا من المشكلات الملموسة للمؤسسة المدرسية (الفشل الدراسي مثلا، والتفوق المدرسي والأوساط الأسرية وممارسات المدرسين).
ويمكن من جهة أخرى، التدقيق أكثر في حقل سوسيولوجيا التربية.
والواقع ان موضوع البحث الأول الذي تبنته السوسيولوجيا التربية هو المؤسسة، أي المدرسة وكل ما يدخل ضمن محيطها، وغالبا ما يتوسع تحديد مفهوم المؤسسة إلى دراسة التنظيم او النسق في كليته والذي يندرج ضمن قطاع التعليم.
وهكذا نجد اشتغال المؤسسة المدرسية في إطار محيطها القريب، جمعيات الآباء، والجماعات الضاغطة، وبشكل عام، الرأي العام، وتحاول سوسيولوجيا المؤسسات التربوية، الأكثر كلاسيكية، أن تقييم العلاقة بين نسق تربوي خاص والمجتمع العام الذي ينتمي إليه، ومعاييره وترتيباته وتاريخه وأيضا إديولوجيته، كما تحاول من ناحية أخرى تسليط الضوء على تأثير هذا النسق على سيرورة تكوين الجماعات والطبقات وعلى نشر المعرفة.
التسميات
مدرسة