قالت صاحبة كتاب كيف تؤثرين على زوجك: حدثتني زميلة لي فقالت: كنت أنا وزوجي في شجار دائم ولا نكاد نرتاح من الشجار أسبوعاً واحداً إلا ونعود إليه، وكلما أعطاني كلمة أعطيته عشراً، وما كنت أقصد إيذاءه أو إغضابه، وإنما أريد من الحديث معه إفهامه فقد وتبرئة ساحتي، ولكني وجدته لا يفهمني ولا يصدقني في ما أقول، وإنما يصب عليَّ سيلاً من الشتائم المقززة مما يجعلني أغضب منه وأهجره لأيام وربما لأسابيع، ثم لا أخرج بنتيجة لأنه لا يعتذر ولا يعترف بخطأ، ولا حتى يتحسن سلوكه وتفكيره في المستقبل.
وفي ليلة من الليالي اتصلت بإحدى صديقاتي وكنت هاجرة لزوجي إثر خلاف بيننا، فاشتكيت لها لتسليني فإذا بها. تضع اللوم عليَّ في هذه الطريقة السيئة لمواجهة الخلاف والتي لا تُخلِّف سوى خلافات دائمة، ثم قالت : قومي الآن والبسي أجمل ثيابك وسرحي شعرك وضعي عطراً يحبه ثم أقبلي عليه بخطى فيها دلال وهدوء وتغنج، وابتسمي في وجهه وانظري إليه وأنت تسيرين إليه، حتى إذا دنوت منه فضعي يدك في يده وقولي (والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى) ثم فاتحيه في موضوعك بعد قليل من المداعبات.
قمت صليت العشاء ودعوت الله أن يعينني ويفتح على قلبي وقلبه ثم نفذت وصيتها بكل إتقان وبراعة.
ماذا تتوقعون النتيجة؟!
لقد فوجئ زوجي وذهل –لكنها مفاجأة لذيذة بلا شك– واستجاب لي استجابة ما كنت أعهدها فيه من قبل، فهو في السابق كجلمود صخر لا يغير رأيه شيء. بل إن أشد ما أثار عجبي هو تلك الدمعة الحانية التي تحدرت منه وأنا أشكوه بعبْرة وأتحدث إليه، وما أعقبها من أسف. واعتذر – أقسم بالله العظيم – ما اعتذر لي زوجي في حياتي قط إلا في تلك اللحظة.
لأول مرة في حياتي أعلم بأن زوجي بهذه الحرقة والطيبة، ولكني ما كنت أعرف الطريق إلى قلبه حتى اهتديت إليه الآن..!! حتى يكون حوارك ناجحاً وحتى يكون حوارك ناجحاً مع زوجك في تلك اللحظة وفي كل لحظات حديثك أذكرك ببعض الأمور:
1.اختاري الوقت المناسب لفتح الحوار معه فلا تحدثيه وهو قادم للتو من عمله ، ولا إذا كان مريضاً، ولا إذا كان متوتراً ومتضايقاً من شيء ما حتى ولو لم يكن منك، ولا تحدثيه أمام الأبناء، ولا أثناء وقوع خلاف واشتعال نار الغضب، وكل امرأة تعرف متى يكون زوجها هادئاً ، ولو تأخر فتح الموضوع، المهم: الحصول على نتيجة، ولعل أفضل الأوقات أوقات الليل المبكرة إذا كان مقبلاً عليك.
2. تكلمي معه بصوت منخفض وهادئ ورقيق وناعم: وكلما رققته أكثر كان لك أعظم أجراً عند الله وأكثر وقعاً على قلبه.
3. لا تشيري أثناء الحديث بيديك بانفعال: وكأنك في حلبة ملاكمة، وإنما أشغلي يديك بالقبض على يده والمسح على جسده والمسح على الجسد يهدئ نفسيته ويهيؤها لك .
4. قبل أن تفتحي حديثك أكدي له مسألة حرصك على رضاه: وأنه مهما اختلف رأيك عن رأيه فلن يكون في الأخير إلا ما يرضيه ولو على حساب نفسك.
إن هذه العبارات تقطع ظنونه ووساوس الشيطان على قلبه فلا يعتقد – كما يعتقد الكثير من الرجال – بأنك تريدين فرض رأيك عليه ، أو إلصاق المعائب والتهم به .
5.ابدأي حديثك معه بذكر الإيجابيات والصفات الحسنة في شخصيته: واشكريه وشجعيه عليها، قبل فتح الموضوع ، فهي طريقة رائعة ومجربة في التأثير عليه مثلاً قولي: أنت طيب القلب، وكريم اليد، ولم تقصر معنا في شيء قط و.. و..
6.ادخلي في موضوعك بتدرج: ولا تحكمي عليه بالخطأ والاعتداء، وإنما اتركيه يفهمها هو بنفسه من خلال ضربك للمثل، مثلاً تقولين: لو جاءك شخص وقال لك كذا وكذا.. وأنت تحب هذا الشخص كثيراً وفعلت ذلك بقصد كذا وكذا ما رأيك في تصرفه وكيف تحكم عليه.. وهكذا.
7.حاوريه ولا تجادليه: وكلما قال أمراً فقولي: نعم ، معك حق، كلامك صحيح وفوق رأسي – حتى ولو لم تكوني ترينه صحيحاً – ولكن ما رأيك لو نجرب فكرة أخرى أو رأياً آخر، واحكم أنت عليه فإن أعجبك وإلا فارفضه.. وصدقيني من تجربة أقول لك سيعجبه لا محالة.
8.لا تدخلي مع موضوعك موضوعات أخرى مدفونة: أو قديمة سبق وأن أشبعت بالطرح.
9. لا تذكريه بأخطائه السابقة: كلما فتحت معه موضوعاً.
10.لا تحاولي تشبيهه في أخطائه بأحد: كأن تقولي: أنت مثل أبيك، أو أخيك.
11.حاولي أن تنظري للموضوع من وجهة نظره هو: من وجهة نظرك أنت، فلعله له وجهة نظر صحيحة وأنت لا تعلمين.
12. استمعي له كلما تحدث بإعجاب: -حتى ولو لم تكوني حقاً معجبة– ولا تقاطعيه أبداً أثناء الحديث، حتى ولو لم يعجبك حديثه. وإنما اصبري حتى ينهي حديثه ثم ابدأي مداخلتك، إنك كلما احترمتيه أثناء الحديث بادلك احتراماً مثله.
13. لا تسخري منه أثناء حديثه: ولا من آرائه ولا تعيريه ولا تسخري من أهله كذلك حتى ولو كان مقتنعاً بخطأ أهله أو سوء تصرفهم.
اغلقي الحوار إذا رأيت أنه سيتطور إلى الأسوأ: وأجليه إلى وقت لاحق. احذري.
التسميات
زوجية