الذات والشاعر الإحيائي.. إغراق الشعر بالمبالغات والافتعال والاعتماد على الموروث الأدبي والقيام بتوليدات الصور البلاغية من الصور البلاغية القديمة

كنتيجة طبيعية لانخراط الشاعر الإحيائي وذوبانه وتقوقعه في محيط أسلافه التقليديين اختفت ذاتية الشاعر تمشياً مع أهدافه الاجتماعية.

مما أدى إلى غلبة التعميم على شعره وتجاهل تجاربه الخاصة و مشاعره وانفعالاته.

فلا سبيل أمامه لتحقيق تفوق شخصي أو ابتكار ما يميزه فصارت قصائده انعكاسا لحالات الحزن العام أو الابتهاج العام في المناسبات والحادثات المختلفة مما ينفي الطابع التخيلي الذي يقترن بالتخصيص والتجسيم والتعيين.

ويعتبر هذا سببا ً كفيلا ً أيضا ً في إغراق شعره بالمبالغات والافتعال لأنه كان يكتب غالباً في مدح الحاكم والقوة الشعبية أو ذم الأعداء فسيضطر رغما عنه للمبالغة في الوصف والمدح أو سرد النواقص والافتعال حتى يتمكن من توصيل الفكرة وتلقي الصدى الاجتماعي الذي يبتغيه.

كما تسببت محاولات الشاعر المتعددة للتفوق على سالفيه وبناء نهج مميز له بالاعتماد على موروثة الأدبي منهم و قيامه بتوليدات الصور البلاغية من الصور البلاغية القديمة عشرات المرات أدى إلى المبالغة و النمطية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال