جرائم الشرف الاردنية في الغرب، لبنان على مائدة الموساد وعلى السيد عباس التوجه الى قاعة المغادرين

هذه صورته إذن! جاسوس لعدوه! فما أخس الخسة ..
الفرعون تحتمس الثالث رائد الجاسوسية الاول في التاريخ حاول الانقلاب على ريادته لها لأن اعتمادها على الحيلة يحيلك الى الغدر حتى لو كانت في حق عدوك، علما بان حقل تجاربه الاول استهله بالأولى بالمعروف، وربنا يرحمك يا حتشبسوت..
انت طبعا لن تعتبر الجاسوسية مهنة لأن المهنة تستند إلى معايير أخلاقية وإنسانية تفتقر إليها الجاسوسية التي تتحرك ببصيرة عمياء ترتدي نظاراتها السوداء كعيون بديلة خاصة حينما تكون جاسوسية مقلوبة على الذات، وهنا تحديدا تدرك كم أن في الحديث عن الخيانة قرفا كما عبر غسان بن جدو، في حلقة عملاء اسرائيل في لبنان لهذا الاسبوع التي استضاف فيها ـ كدت ُ أقول الملكة حتشبسوت ـ استضاف العميد محمد عطوي خبير الاتصالات المدنية والعسكرية ليكشف خفايا الاستخبارات الاسرائيلية الالكترونية في بلد صغير بحجم القلب هو لبنان!
أين يذهب شربل قزي من عين الكاميرا وقد تم عرض صورته لاول مرة بعد إلقاء القبض عليه في 'الجزيرة' على 'البرنامج المفتوح'؟ هناك صور لعملاء آخرين تعاونوا مع دولة العدو، وقد فاق عددهم السبعة بعد المئة، لم يتم عرض صورهم لانهم أحياء يتجسسون، فما الذي يدفع بأبناء بلد ما للانضمام الى صفوف اسرائيل كي يقوموا بتسليم بلادهم بكل هذه البساطة دون ان يرف لهم قلب أو ضمير؟ لا تقل لي إنه المال! فلجناة المال طرق وأساليب كثيرة جدا غير الجاسوسية السوداء؟ هل يكون الكره إذن؟ هل يكره أحد وطنه إلى هذا الحد يا الله؟ يصعب التصديق أن امرأ يحمل كل تلك الضغينة والحقد على كرامته فينتقم منها شر انتقام، لان الخيانة ما هي الا إذلال للنفس ـ عن سابق قصد وتعمد -، فكيف يصر الخونة على 'مرمطة' كرامتهم ـ اراديا - بهذا الشكل المهين أمام أنفسهم أولا وامام عدو اوطانهم ثانيا ثم امام لبنان لما ينكشف أمرهم ويقوم الإعلام بواجبه معهم؟
هدف اسرائيل الاول والاخير في لبنان هو المقاومة، لذا فإنه بوحداته الأربع 'المعلومات والعمليات والحرب النفسية ووحدة التدريب' مسخر لمراقبة تحركات المقاومين وحياتهم في أدق وأخص خصوصياتها، وقد تكون وحدة الامان 8200 هي الوحدة الأهم لانها وحدة الكترونية تتحكم بجميع الاتصالات في لبنان، من حيث وقف الاتصال وتعطيله ثم نقل الشارة من محطة إلى أخرى عن طريق بي اس سي محطة مراقبة هامة جدا، وعن طريق نظام الام اس سي يتم تحديد المعلومات عن الشخص المراقب وتخزينها لتعتبر مرجعا وقت الحاجة تحدد مكانه وخريطة تنقلاته، يقول عطوي انه في حرب تموز تم استخدام تلك التقنية لشل حركة الاتصالات في لبنان مما يشكل اختراقا استراتيجيا خطيرا، يفتح جرحا اخر حسب تعبير بن جدو، ويعود بك عطوي الى حادثة مقتل الحريري، ليستدل بدقة التنفيذ على ذلك الاختراق، بحيث رصدت مكالماته وأحيط بجدول اعماله من خلالها ليعاين العالم حادثة اغتيال اهتزت لها سماء بيروت ولم يتعظ بعد سدنة السياسة فيها انه لا يمكن لغير اسرائيل ارتكاب ذلك الاحتراف الدقيق في الذبح او الاغتيالات الالكترونية، ولو كانت سورية قادرة على تنفيذ شعرة من حجم تلك العملية الكبرى لكانت استعادت الجولان منذ قرن خلا، ولكننا مهووسون باتهام أنفسنا وإقصاء أعدائنا عن مسرح الجريمة من حيث ندري وندري وندري ولا ندري!
لو كنا اتحنا المجال لحظة لعقلنا وللمنطق لما تجرأنا على اتهام سورية وخلاياها في لبنان كما ورد في أكثر من تصريح إعلامي وقتها في تلميح لحزب الله الذي يمتلك شبكة اتصالاته الخاصة به ـ كما أوضح عطوي - ولكنهم ينطقون عن هوى'ويا عيب الشوم' يا سياسة!
أتساءل بعد أن أعلن الياس المر وزير الدفاع اللبناني عن كشف هذا الجاسوس الألعن،أتساءل عن موقف أولئك المطبلين السياسيين من شلة 14 آذار من جاسوسية الرجل الثالث في جهاز الاتصالات اللبنانية، كيف يستعيدون شريط ثورتهم العوراء، التي أصابها حول وطني، انحرف عن رؤية الحقيقة بزاوية معاكسة تماما مقدارها 180 درجة، وربما ان يقظة وليد جنبلاط لم تأت من فراغ لان الوطني الحق عليه ألا يضلل أنصاره ومشاعرهم عن عدوهم الحقيقي، تلك يقظة ـ وان متأخرة ـ تسجل انتصارا ذهبيا لوطنية جنبلاط وعليك ان تحترمها حتى وإن اختلفت معه في أمور عديدة، الدور الباقي على الذين قلبوها لكباريه سياسي يرقصون فيه بخصور سكرى وأياد مثقوبة على جسد طبول بكماء ..
شربل قزي كان يدخل لفلسطين المحتلة ـ حسب البرنامج ـ وقد التقطت له مخابرات الجيش مخابرة مع اسرائيل، وصدر عن شركة ألفا للاتصالات اللبنانية أن المعني هو مدير الشبكة المعلوماتية والمايكروويف وله اطلاع على معلومات مهمة وصلاحيات دقيقة وخطرة، تجعل من لبنان لقمة سائغة على مائدة الموساد الاسرائيلي، فأي عقاب يستحق هذا وأمثاله ؟ ربما يرتعد العقاب قرفا منهم قبل أن ينزل بهم، وما عليك يا لبنان إلا ان تعيد ترتيب الهياكل السياسية في تشكيلة الحكومة لأنه لا يمكن للبنان أن يكون ضحية تاريخه ومستقبله معا، وان يتحول إلى حتشبسوت فينيقية !
عود ثقاب
المسؤولون السوريون يعلنون وعلى الفضائيات السورية الحرب الكيدية على مبارك، الذي استقبل جعجع فأثار حفيظة الرئيس اللبناني والسوري وأشعل بهذا الاستقبال فتيلة مكائد سياسية لم يكن ينقصها سوى ساحة اعلامية مشرعة على الحريق، فمن هو جعجع الذي سيبحث مبارك معه شؤون فلسطين وحزب الله؟ اليوم يخرج جعجع من جيب فرعون على طريقة السحرة الفضائيين، وهكذا بقدرة قادر يصبح له كلمة في الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وفي الخلية الشيعية، ولست بحاجة عزيزي المشاهد لان تدرك خلفية الانتماء الفرعوني الحديث لبني اسرائيل، وقتها لا تستغرب كيف يتحالف فرعون مع جعجع، وقد يلتقي معهما عون بموقفه العنصري من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولست أدري كيف يمكن لك ان تؤمن بعدالة قضية إن كان زعيمها عنصريا؟ هل يمكن أن تجتمع العدالة والعنصرية في شرارة واحدة؟ مع الوقت تتحول شخصيات من خارج الزمن إلى أعواد ثقاب شائطة وقد علقت في هياكلها نيران الحرب الأهلية في لبنان ومذابح المخيمات والأنفاق والجدران الفولاذية، ثلاجة الموتى مقبرة محنطة، فمن أحيا العظام؟ ربما الإعلام!
جرائم الشرف في فضاء غربي
اردنية اسمها نورما خوري، تعيش في امريكا أطلقت كتابا يتعرض لقصة امرأة اسمها غادة قتلها أخوها في جريمة شرف، على قناة ام بي سي الرابعة، تظهر نورما في برنامج أمريكي أمام لجنة تحقيق مكونة من أخصائيين نفسيين وخبراء في التحقيق البوليسي والاعلامي، يقومون باستجوابها أمام الكاميرا بتهمة تضليل الرأي العام والعدالة، مؤكدين على ان مكتب التحقيقات الفيدرالية في امريكا لم يزل يحقق معها حتى الان في أكثر من عملية نصب واحتيال وتلفيق،لان كتابها الذي حقق لها أرباحا طائلة ارتكز على قضية ساخنة ومثيرة من خلال قصص متخيلة ومحبكة ولا تنتمي لأشخاص واقعيين بهدف الربح المادي! يا رب الشر، أليست تلك جاسوسية أخرى تقوم على خيانة الوطن إذ تتاجر بقضاياه؟
الغريب أن البرنامج يعرض شريطا خاصا لنورما تتحدث فيه الى زوجها الذي يصورها وهي تضحك وتسخر من سذاجة من صدقوها وابتاعوا كتابها، الأحرى بها أن تضحك على عقل مريض خلق شخصيات وهمية وأعطاها دور البطولة ليس من قبيل الوقوف في وجه شرائع قبلية ليس لها اساس من المنطق الاخلاقي او المرجعية الدينية، إذ تتعامل مع العقاب بازدواجية عوراء تعطي للرجل الحق بالخطأ وتحظره على المرأة، لماذا؟ لست ادري! على فكرة:هذه ليست مطالبة للمساواة بالخطأ بل هي مطالبة للمساواة بالعقاب .. وعودة لنورما فانه حتى لو كان قصد نورما انسانيا في نشر قضية كتلك لما حق لها المتاجرة بقصص وهمية معتمدة على قضايا غاية في الخطورة والدقة، ويبقى هنا حق القانون الأردني محفوظا في اتخاذ الإجراءات القانونية لإنزال أشد العقوبة على تجار القضايا الوطنية في الخارج .. وكم يشعرالإنسان بالعار وهو يتابع تلك الحلقة التلفزيونية التي تكشف عبر برنامج غربي فظاعة الخيانة والاستغلال وما إعلامنا بغافل عن قضايانا ولكنه 'مش فاضي' لانه مشغول بالفراغ، وقد لا اكتفي!
باي باي عباس
هل كان فياض في 'بوز' المدفع لما تلقى الصفعات الاعلامية المتتالية التي اتهمته باختراق ارادة التنظيمات الفلسطينية والشعبية في لقائه مع باراك؟ ام انه لايبالي وقد بدا انه الخليفة المرشح بقوة لاستلام منصب الرئيس الجديد؟ هل رأيت استقبال باراك له؟ الجماعة طبخوها فيما بينهم وما على السيد أبي مازن سوى انتظار صافرة الانطلاق والنداء الأخير للتوجه إلى قاعة المغادرين!
لينا أبو بكر
 شاعرة عربية - لندن
أحدث أقدم

نموذج الاتصال