حقَّا.. البيت المسلم لابد أن يكون معهدًا للعلم والمعرفة، ولابد أن يتحلى جميع أفراده بحب العلم، والجد في طلبه، والحرص عليه، لينالوا أعلى الدرجات عند ربهم، قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة ، وقال أيضًا: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28) سورة فاطر. وطريق العلم هو طريق الجنة، قال r: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)[1]
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -ص- قَالَ « لَنْ يَشْبَعَ الْمُؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ ». [2].
ولا شك في أن العلم من أفضل الأشياء؛ قال ص: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ »[3].
لذا كانت البيوت المسلمة عامرة بالعلم ومدارسته.
والعلم من أهم المطالب في حياة البيت المسلم، فبالعلم تسلم العقيدة، وتصح العبادة، ويصبح الإنسان على بينة من أمر دينه ودنياه، ومن ذلك كان لابد من الاهتمام بالعلم والتعلم في البيت المسلم، بحيث يحصل كل فرد من أفراد البيت على ثقافة إسلامية، وثقافة معاصرة، وثقافة تخصصية، ولكي تصل الأسرة إلى أعلى مستوى من العلم والمعرفة؛ يمكنها مراعاة ما يلي:
*وجود مكتبة علمية متنوعة تشمل مختلف العلوم والثقافات الحياتية؛ لتنمية ثقافة أفراد البيت، وتبين لهم الخطأ من الصواب.
* الاطلاع على الصحف والمجلات الدورية والمتخصصة؛ ليكون أفراد الأسرة على معرفة كافية بما يدور حولهم، والتعرف على أحوال الأمة الإسلامية، وأخبار العالم الإسلامي، وما شابه ذلك.
* البيت المسلم لا يخلو من الجلسات العلمية المنتظمة، وفيها تُناقش القضايا العلمية والاجتماعية، ومنها يستفيد جميع أفراد الأسرة حيث ينقل كل منهم خبرته إلى الآخر، وما أجمل أن يقوم أحد أفراد الأسرة في هذه الجلسات باختيار كتاب من كتب الأحاديث الصحيحة كالبخاري ومسلم أو رياض الصالحين، وقراءة عدة أحاديث يوميَّا مع شرحها ومناقشتها، ويقوم آخر بتقديم كتاب معين يعرض موضوعه، ويدلي كل فرد بوجهة نظره، وما يعرفه من هذا الموضوع، ولا شك أن هذه المناقشات تثري الجانب الثقافي لدى كل فرد من أفراد الأسرة، وتقوي الجانب الاجتماعي، كما تبني الشخصية الحرة المستقلة.
* ويمكن عمل مسابقات بين أفراد البيت؛ لتنمية الثقافة العلمية، كما أنها وسيلة للتسلية الهادفة.
* تحصيل العلم عن طريق شرائط الكاسيت العلمية، وشرائط الفيديو؛ حيث إن لها أبلغ الأثر في تثقيف الطفل، وخاصة شرائط الفيديو التي تعرض القضايا العلمية مقترنة بالصور التوضيحية .
* المذاكرة: ينبغي أن لا يغفل الوالدان عن أهمية المذاكرة بالنسبة لأبنائهما أثناء مراحل التعليم المختلفة، وتقديم المساعدة لهم في مذاكرتهم لأقصى درجة ممكنة، فكثيرًا ما يحتاج الأبناء خلال فترة دراستهم إلى من يعينهم ويقدم لهم النصيحة، ويوفر لهم الاستقرار والهدوء، ويحقق لهم النجاح والتفوق.
[1] - مسلم(7028 )
[2] - الترمذي(2902) حسن
[3] - الترمذي (2901 ) صحيح
التسميات
بيت