التغيرات البنيوية والذهنية في العالم وإفراغ الديمقراطية من معانيها الحقيقية

لقد نتج عن جميع هذه التغيرات البنيوية والذهنية، تفجر العالم بشكل حقيقي، في مجال التنفيذ، منذ العقد الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، فلم تعد للمفاهيم الجيوساسية ـ مثل الدولة، والسلطة، والسيادة، والاستقلال الوطني، والحدود، والديموقراطية...إلخ ـ المعاني نفسها. حتى إنه يلاحظ في النشاط الواقعي... للحياة الدولية، أن الفاعلين فيها قد تغيروا.
فقد أصبح الممثلون الثلاثة الرئيسيون، على المستوى العالمي :"وهم الذين يحملون شريف النسب، ورجال الدين، والشعب، تحت النظام الاجتماعي القديم" هم:
1) ـ المجموعات أو الروابط من الدول، مثل مجموعة التبادل الحر لبلدان أمريكا الشمالية ـ (ACCORD DE  LIBRE- ECHANGE NORD AMERICAIN.) (ALEBNA)، المؤلفة من "الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، المكسيك"، ثم الاتحاد الأوربي، الذي سيشتمل على (25) دولة في عام (2004). ثم (MERCADO COMMUN DEL SUR)
(MERCOSUR)الذي يضم بعض دول أمريكا اللاتينية، وهي " الأرجنتين، البرازيل، الأوروغواي، الباراغواي" الذي تشكل بتاريخ (21) آذار عام (1991)، باسم السوق المشترك للجنوب. وهناك مجموعات أخرى... إلخ.
2) ـ الشركات والمؤسسات العالمية، والمجموعات الكبرى لوسائل الإعلام، والمجموعات المالية.
3) ـ المنظمات غير الحكومية (ONG) ذات المستوى العالمي:" السلام الأخضر، وأمنستي انثرناشيونال، وأتاك (ATTAG)، وهيومان رايت ووتش، ووورلد، والدلايف... إلخ.
وتتحرك هذه المجموعات الجديدة والفاعلة، على نطاق عالمي، وضمن نطاق، دون قيود، من منظمة الأمم المتحدة، كعلامة على هذا العصر، الذي يتميز أيضاً بوجود منظمة التجارة الدولية (OMC) كحكم دولي جديد وشامل.
وصار للتصويت الديمقراطي، تأثير قليل جداً، على سير العمل في هذه المجموعات الفاعلة الثلاث الكبرى الجديدة. فقد حدث هذا التغيير في العالم الذي أفرغ الديموقراطية من معانيها الحقيقية، وأقيم ذلك التصويت دون حذر، ودون أن يكون المسؤولون السياسيون على وعي من ذلك.
موسى الزعبي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال