بريطانيا تصحو على برلمان معلّق.. وفوز غير حاسم للمحافظين

استيقظت المملكة المتحدة الجمعة على برلمان معلّق للمرة الأولى منذ عام 1974، بعد الاعلان عن النتائج في الدوائر الانتخابية، فيما حصل العرب البريطانيون على مقعد في البرلمان البريطاني لاول مرة عقب فوز رجل الاعمال العراقي ناظم زهاوي عن حزب المحافظين في دائرة 'ستراتفورد اون افون'، من اصل 15 مرشحا من اصول عربية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' إن حزب العمال الحاكم لا يستطيع الفوز بالأغلبية الآن كما أنه من غير الواضح حتى الآن من هو الحزب الذي سيكون في وضع يمكنه من تشكيل حكومة، مع أن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون أعلن أن العمال خسروا ولاية الحكم.
وأظهرت التقديرات التي استندت لنتائج 500 دائرة من أصل 649 دائرة انتخابية إحراز المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون مكاسب قوية، غير أنه عجز عن تحقيق أغلبية برلمانية مطلقة.
ويبدو حزب العمال الحاكم في طريقه لأسوأ نتائج في تاريخه منذ ثمانينيات القرن العشرين حسب تقديرات هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي).
غير أن حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء غوردن براون يصر على أنه باق في السلطة، رغم المكاسب المتوالية للمحافظين بزعامة ديفيد كاميرون.
وقال براون بعد إعادة انتخابه في دائرته في اسكتلندا إن واجبه يحتم عليه تأمين حكومة قوية ومستقرة في بريطانيا.
وأضاف أن'نتائج انتخابات هذا البلد لم تعرف بعد.. لكن من واجبي تجاه هذا البلد بعد الخروج من هذه الانتخابات أن ألعب دوري كي تحظى بريطانيا بحكومة قوية ومستقرة.. قادرة على قيادة البلاد إلى الانتعاش الاقتصادي المستدام' .
وقال كاميرون إنه بات جليا بالفعل ان حزب العمال فقد تفويضه للحكم، بيد أن وزير التجارة بيتر ماندلسون أصر على أن العمال قد يواصلون قيادة البلاد.
وقال ماندلسون ' تقضي القواعد بأنه إذا أسفرت الانتخابات عن برلمان معلق ..فالكلمة العليا لا تكون للحزب صاحب أكبر عدد من المقاعد، بل للحكومة القائمة'.
وجاءت التقديرات الأولية صادمة لحزب الأحرار الديمقراطيين بزعامة نيك كليج مقارنة بالنتائج التي حققها في انتخابات 2005 .
وقال كليج الجمعة ان من حق حزب المحافظين الذي فاز حتى الان بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان البريطاني لكن دون تحقيق اغلبية ان يحاول تشكيل الحكومة البريطانية القادمة بعد انتخابات غير حاسمة.
وقال كليج للصحافيين 'بدا هذا الصباح ان حزب المحافظين حصل على أكبر عدد من الاصوات وأكبر عدد من المقاعد وان لم يحقق اغلبية مطلقة ولذلك أعتقد انه على المحافظين الان ان يثبتوا انهم قادرون على السعي للحكم للمصلحة الوطنية'.
وخرج كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار ثالث اكبر حزب في بريطانيا عن خط زعماء سابقين للحزب عندما أبدى استعداده للتعامل مع اي من الحزبين الرئيسيين واختط لحزبه موقفا محايدا بينهما . والديمقراطيون الأحرار هم أقرب في سياساتهم للعمال من المحافظين.
وكانت مصادر في مقر الحكومة البريطانية أشارت في وقت سابق إلى أن براون سيحاول تشكيل حكومة ائتلافية إذا انتهت الانتخابات إلى برلمان معلق. وقد يضطر كاميرون لتشكيل حكومة أقلية أو أن يطلب دعم الديموقراطيين الأحرار والأحزاب الأخرى الصغيرة.
وتنص قواعد الدستور البريطاني غير المكتوبة على أنه يحق لرئيس الوزراء أن يطلب من الملكة إليزابيث الثانية فرصة لتشكيل الحكومة.
وسجّل أكثر من 44 مليون بريطاني للتصويت على ممثليهم في البرلمان في واختيار اعضاء المجالس البلدية في 166 سلطة محلية في الانتخابات العامة التي جرت يوم الخميس.
واعلن وزير الخارجية البريطاني المنتهية ولايته ديفيد ميليباند والمرشح لخلافة غوردون براون في زعامة حزب العمال أن من المناسب أن تحاول الأحزاب البريطانية العمل معاً من أجل تشكيل الحكومة الجديدة في حال وجود برلمان معلّق.
وابلغ ميليباند 'بي بي سي'، 'في حال لم يفز أي حزب بالأكثرية المطلقة، فمن المعقول جداً أن تتحدث الأحزاب إلى بعضها البعض لمعرفة امكانية التوصل إلى ارضية مشتركة لتشكيل حكومة قوية ومستقرة، وليس هناك أي ضرر في ذلك'.
الى ذلك حقق حزب الخضر البريطاني فوزا هو الأول في تاريخه، الجمعة، حيث صارت زعيمته كارولين لوكاس، أول أعضاء الحزب في البرلمان .
فازت لوكاس (49 عاما) التي كانت عضوا في البرلمان الأوروبي لمدة عشر سنوات، بمقعد مجلس العموم عن دائرة برايتون، جنوبي بريطانيا، بعد تغلبها على المرشح المنافس من حزب العمال.
وقالت لوكاس 'أعرب عن جزيل شكري لكم، لتقديم سياسة الأمل على سياسة الخوف.. وأتعهد بأن أبذل قصارى جهدي لأجعلكم تفخرون (باختياركم).. للمرة الأولى أشعر أن كلمة (فوز) تاريخي مناسبة لسياق الكلام'.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال