شرح: إذا كان لك أكثري فتجاف لي عن أيسري - أنا غريرك من هذا الأمر - أنا منه فالج بن خلاوة - أنت تئق وأنا مئق فمتى نتفق

1- إِذا كانَ لَكَ أَكْثَرِي فَتَجافَ ليِ عَنْ أَيْسَرِي‏:
يضرب للذي فيه أخلاق تُسْتَحْسن وتَبْدُر منه أحياناً سَقْطة‏:‏ أي احتمل من الصديق الذي تحمده في كثير من الأمور سيئةً يأتي بها في الأوقات مرة واحدة‏.‏

2- أَنا غَرِيرُك مِنْ هذَا الأمْرِ‏:
أي أنا عالم به فاغْتَرَّنِي، أي سَلْنِي عنه على غرة أخبرك به من غير استعداد له، وقال الأصمعي‏:‏ معناه أنك لست بمغرور من جهتي، لكن أنا المغرور، وذلك أنه بلغني خبر كان باطلاً فأخبرتك به، ولم يكن ذاك على ما قلت لك‏.‏

3- أَنا مِنْهُ فالِجُ بْنُ خَلاَوَةَ‏:
أي أنا منه بريء، وذلك أن فالج بن خلاوة الأشجعي قيل له يوم الرقم لما قتل أنيس الأسْرَى‏:‏ أتنصر أنيساً‏؟‏ فقال‏:‏ أنا منه بريء، فصار مثلا لكل مَنْ كان بمعزِلٍ عن أمر، وإن كان في الأصل اسْماً لذلك الرجل‏.‏

4- أَنْتَ تَئِقٌ، وَأَنا مَئِقٌ، فَمَتَى نَتَّفِقُ‏؟‏:
قال أبو عبيد‏:‏ التَّئِقُ السريعُ إلى الشر، والمئِق‏:‏ السريعُ إلى البكاء، وقال الأصمعي‏:‏ هو الحديد يعني التئق، قال الشاعر يصف كلباً‏:‏ 
أصْمَع الكَعْبين مَهْضُوم الْحَشَا -- سرطم اللَّحْيَيْن معاج تَئِقْ

والمَأَق بالتحريك‏:‏ شبيه الفُوَاق يأخذ الإنسان عند البكاء والنَّشِيج، كأنه نَفَس يقلعه من صدره‏:‏ وقد مَئِقَ مأقا‏.‏ والتَّأق‏:‏ الامتلاء من الغضب‏.‏ يضرب للمختلفين أخلاقا‏.‏

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال