أنواع المنادى المضاف إلى ياء المتكلم:
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم هو اسمٌ يُنادَى، ويُضاف إلى ياء المتكلم (الياء التي تدل على الملكية). هذا النوع من المنادى له أحكامٌ نحوية خاصة، تختلف بناءً على نوع الاسم الذي يُضاف إلى الياء. يمكن تقسيم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إلى أربعة أنواع رئيسية: الاسم الصحيح الآخر، الاسم المعتل الآخر، الصفة، وكلمتا "أب" و"أم". كما يُضاف إليهم حالة خاصة وهي المنادى المضاف إلى مضافٍ إلى ياء المتكلم.
1. المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (اسم صحيح الآخر):
إذا كان المنادى اسمًا صحيح الآخر، أي أن آخره ليس حرف علة (ألف، واو، ياء)، و لم يكن كلمة "أب" أو "أم"، فهناك عدة طرق لضبطه:
حذف الياء والاكتفاء بالكسرة:
هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا واستخدامًا في اللغة العربية. تُحذف ياء المتكلم ويُبقى على الكسرة التي كانت قبلها، كدليل عليها.
- مثال: في قوله تعالى: {يا عبادِ فاتَّقُون}، أصل الكلمة "يا عبادي"، لكن حُذفت الياء وبقيت الكسرة.
إثبات الياء ساكنة أو مفتوحة:
يجوز إبقاء الياء، وتكون إما ساكنة أو مفتوحة.
- مثال (الياء الساكنة): قوله تعالى: {يا عبادِي لا خوفٌ عليكم}.
- مثال (الياء المفتوحة): قوله تعالى: {يا عبادِيَ الذينَ أَسرفوا على أَنفسهم}. الفتحة هنا تُستخدم للتخفيف من التقاء الساكنين.
قلب الياء ألفًا:
- مثال: قوله تعالى: {يا حَسرتا على ما فرَّطتُ في جَنبِ الله}. أصلها "يا حسرتي"، قُلبت الياء ألفًا.
2. المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (اسم معتل الآخر):
إذا كان المنادى اسمًا معتل الآخر، أي أن آخره حرف علة، فإن الحكم يختلف. في هذه الحالة، يجب إثبات ياء المتكلم، ويجب أن تكون مفتوحة دائمًا، ولا يجوز حذفها أو تسكينها.
- مثال: "يا فتايَ" (أصلها فتى)، "يا حاميَّ" (أصلها حامي). الفتحة ضرورية هنا لتجنب التقاء الساكنين وصعوبة النطق.
3. المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (صفة):
إذا كان المنادى صفة، مثل اسم الفاعل أو اسم المفعول أو صيغ المبالغة، فإن حكمه يكون كحكم الاسم الصحيح الآخر في إثبات الياء. يجب إثبات الياء، وتكون إما ساكنة أو مفتوحة.
- مثال: "يا مُكرمِيْ" (ياء ساكنة)، "يا مُكرمِيَ" (ياء مفتوحة).
4. المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (أب أو أم):
كلمتا "أب" و "أم" لهما أحكام خاصة ومميزة عند إضافتهما إلى ياء المتكلم في النداء، وهما الأكثر استخدامًا وشيوعًا:
جميع أحكام المنادى الصحيح:
- حذف الياء والاكتفاء بالكسرة: "يا أبِ، يا أمِّ".
- إثبات الياء ساكنة: "يا أبي، يا أمي".
- إثبات الياء مفتوحة: "يا أبِيَ، يا أمِّيَ".
- قلب الياء ألفًا: "يا أبا، يا أمّا".
حذف الياء والتعويض عنها بالتاء:
- التاء المكسورة: "يا أبتِ، يا أمتِ".
- التاء المفتوحة: "يا أبتَ، يا أمتَ".
- مثال: "يا أبَهْ، يا أمَّهْ".
5. المنادى المضاف إلى مضاف إلى ياء المتكلم:
وهو المنادى الذي لا يُضاف مباشرة إلى ياء المتكلم، بل يُضاف إلى كلمة أخرى، وهذه الكلمة هي التي تُضاف إلى ياء المتكلم، مثل "يا ابنَ أخي".
إثبات الياء:
القاعدة العامة هنا هي وجوب إثبات ياء المتكلم، ولا يجوز حذفها.
حالة خاصة (ابن أم / ابن عم):
إذا كان المنادى "ابن أم" أو "ابن عم"، يجوز فيهما ما لا يجوز في غيرهما، والأكثر شيوعًا هو حذف الياء والاكتفاء بحركة الحرف الأخير.
- جواز إثبات الياء: "يا ابنَ أمّي" (قليل الاستخدام).
- الأكثر استخدامًا (حذف الياء):
- الفتح: "يا ابنَ أمَّ" (على تقدير الألف المحذوفة التي أصلها ياء). كما في قوله تعالى: {قال: يا ابنَ أُمَّ لا تأخذْ بِلحيتي}.
- الكسر: "يا ابنَ أمِّ" (على تقدير الياء المحذوفة). كما في قوله تعالى: {قال: يا ابنَ أمِّ، إنَّ القومَ استضعفوني}.
- هذه الأحكام تنطبق أيضًا على "ابنة أم" و "ابنة عم".
الضرورة الشعرية:
- إثبات الياء: كقول الشاعر: "يا ابنَ أُمِّي، ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي...".
- إثبات الألف: كقول الشاعر: "يا ابنةَ عَمَّا، لا تَلُومِي واهجَعي...".