نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِفُّ عَنْهُمْ + وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ ما حَمَّلُونا
يقول: نَعُمّ عشائرنا بنوالنا وسيبنا (السّيب: المعروف ونحوه)، ونعفّ عن أموالهم ونحمل عنهم ما حملونا من أثقال حقوقهم ومؤنتهم، والله أعلم.
الشرح والتحليل:
1. نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِفُّ عَنْهُمْ:
نَعُمُّ أُنَاسَنَا: الفعل "نَعُمّ" من "عامَ" أو "أعمَّ"، بمعنى نغمرهم ونشملهم بالخير والعطاء. و"أُناسَنا" تعني عشيرتنا وقومنا.
وَنَعِفُّ عَنْهُمْ: الفعل "نَعِفّ" من "عفَّ" بمعنى امتنع وكفَّ.
2. وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ ما حَمَّلُونا:
- نَحْمِلُ عَنْهُمُ: أي نتحمل ونتكفل بأمرهم.
ما حَمَّلُونا: تشير إلى الأعباء والحقوق والديون والمؤن أو الديات والجنايات التي تترتب عليهم.
التحليل الإجمالي:
- الفكرة الرئيسية: يفتخر الشاعر بخصال قومه النبيلة، وهي الكرم المطلق (الجود بالمال) والعفة عن مال الغير، بالإضافة إلى النصرة وتحمل أعباء العشيرة الثقيلة.
البلاغة والتعبير:
- التقديم والتأخير: بدأ بـ"نَعُمُّ أُناسَنا" لبيان أنهم يبادرون بالعطاء والكرم.
- الترابط: العبارات الثلاث متكاملة وتصب في وصف الشيم العالية: الجود، الاستغناء، والتحمل. فكرمهم ليس له حدود، وهم لا يسألون أحدًا ولا ينتظرون معروفًا، بل يتحملون عن غيرهم.
- دلالة الأفعال: الأفعال المستخدمة (نَعُمُّ، نَعِفُّ، نَحْمِلُ) كلها بصيغة المضارع، وتدل على الاستمرار والتجدد؛ أي أن هذه الصفات هي ديدنهم وسلوكهم الدائم.
- سياق البيت: هذا البيت يأتي ضمن سياق الفخر القبلي في معلقة عمرو بن كلثوم، حيث يصف فضائل قومه وشجاعتهم وكرمهم ليردّ على التهديد أو الترفع من قبل الملك عمرو بن هند، مؤكدًا على علو شأنهم وقوتهم الذاتية. إنه تصوير مثالي لـ "سيد القوم" في الثقافة الجاهلية، الذي يعطي ولا يأخذ، ويكون عونًا لقومه لا عبئًا عليهم.
التسميات
شرح معلقة عمرو بن كلثوم