منهج المواد الدراسية المنفصلة.. دراسة الموضوعات بصورة جزئية ومفككة. دور المدرس قاصر على شرح وتبسيط وتلخيص المعلومات وإعداده يتم على وفق هذا الدور

يُعد منهج المواد الدراسية المنفصلة أقدم تنظيمات المناهج وأكثرها شيوعاً، حتى أن بعضهم يرجعه الـى مدارس الإغريق القدماء بينما ينسبه البعض الـى العصور الوسطى  ومنهج المواد الدراسية المنفصلة يشمل الخبرات التي تأخذ شكل المواد الدراسية المعروفة مثل التاريخ والجغرافية والعلوم وغيرها.

وهذا المنهج انتشر استخدامه انتشاراً كبيراً فـي المدارس الابتدائية والثانويـة.
وأساس تنظيم هـذا المنهج إن المحتوى وخبرات التعليم يتسمان أساساً بخصائص تنظيم المادة الدراسية.

خصائص منهج المواد الدراسية المنفصلة:
1- المنهج مكون من عدد كبير من المواد الدراسية المنفصلة عن بعضها ، فالتاريخ يدرس منفصلاً عن الجغرافية وعن التربية الوطنية وعن الاجتماع والاقتصاد، بل يقع الفصل بين فروع المادة الواحدة فالأدب والقواعـد والتعبير يُدرس كل منها منفصلاً عـن الآخر وأوزان المواد متباينة ومتفاوتة في الأهمية.

2- الحقائق داخل كل مادة تنظم تنظيماً منطقياً كما يراه المتخصصون فحقائق التاريخ تتبع التسلسل الزمني للحوادث فالحضارات القديمة تُدرس قبل الحضارات الحديثة ودراسة الكائنات الحية في مادة الأحياء تسير من البسيط الى المعقد.

3- دراسة الموضوعات تتم بصورة جزئية ومفككة فقد تتم معالجة موضوع واحد في أكثر من مادة مما يفقد معه الموضوع وحدته وتكامله.

4- دور المدرس قاصر على شرح وتبسيط وتلخيص المعلومات وإعداده يتم على وفق هذا الدور.

5- التقويم يركز على قياس الجانب المعرفي "حفظ المادة" دون غيره من الجوانب الأخرى.

6- المواد النظرية مركز اهتمام المنهج والأنشطة المختلفة ضعيفة الصلة بالمواد الدراسية.

7- طريقة التدريس تقوم على الإلقاء لما يتضمنه الكتاب المدرسي من حقائق ومعلومات.

8- الكتاب المدرسي هو المصدر الأساس للمعرفة فهو يتضمن حقائق ومعلومات المادة الدراسية إذ الغرض هو إتقانها.

الانتقادات الموجهة الى منهج المواد الدراسية المنفصلة:
1- الفصل بين المواد الدراسيـة يؤدي الـى تجزئة المعرفة وتفتيتها مما يتعارض مع التكامل الذي يسود مواقف الحياة إذ أصبحت المادة تدرس علـى شكل أجزاء لا رابط بينها مما أفقدها الكثير من قيمتها.

2- الاهتمام بنقل الخبرات والمعارف الإنسانية أدى الـى إهمال دراسة البيئة ومشكلاتها وهذا أوجد عزلة اجتماعيـة بين الطلبة وبيئتهم كما أن المادة التي تدرس فـي الكتاب لا علاقة لها بمواقف الحياة التي يعيشها الطلبة.

3- إهمال الفروق الفردية القائمة بين الطلبة فالمواد الدراسية تفرض علـى الجميع من دون اعتبار لتلك الفروق فهي ثابتة من دون النظر الى التباين بين البيئات والثقافات.

4- سلبية الطلبة إذ يقتصر دورهم علـى حفظ المعلومات وإتقان المواد الدراسية مـن دون الاهتمام بميولهم وحاجاتهم وقدراتهم التي تؤكدها البحوث النفسية والتربوية.

5- من أهم سلبيات هذا المنهج إن تنظيم المقررات الدراسية فيه يخضع لحدود الوقت المتاح للفصل الدراسي أو للعام الدراسي وليس لطبيعة حدود المعرفة ذاتها.

6- الاهتمام بالجانب المعرفي فقط وإهمال الجانب الجسمي والنفسي والانفعالي.

7- إن المتخصصين هم الـذين يضعون مفردات المقررات الدراسية داخل هـذا المنهج لـذا فإن المدرسين لا رأي لهم في ذلك وإنما هم منفذون فقط.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال