الفاطميون ومواجهة الثورات الداخلية.. سياسة المهدي التعصبية في ميدان الدين ورغبته في الاستئثار بالحكم. السياسة الاستراتيجية التوسعية للفاطميين



بمجرد قيام الدولة الفاطمية، ستواجهها معارضة قوية في كثير من المناطق، مما يدل على الاستياء العام، الذي كان موجودا ضدها، هذا الاستياء يفسر بعدة عوامل:

- سياسة المهدي التعصبية في ميدان الدين:
 فمنذ توليه، ألغى بعض الشعائر الدينية التقليدية، وأدخل البدع الشيعية، منها، إعلان عصمة الإمام و تقديسه (ثم أنه لم يكن يتورع عن لعن الصحابة).

وبسبب هذا التطرف الديني، تعرض الكثير من رجال الدين إلى التعذيب، و قتل الكثير منهم، فهذه السياسة أدت إلى استياء السكان، وفي مقدمتهم الفقهاء المالكيون.

- رغبة المهدي في الاستئثار بالحكم، وتركيز جميع السلط بيده:
وفي هذا الإطار اعتمد على عناصر جديدة، كالصقالبة،  وأسند إليهم الوظائف الرئيسية، في المالية والإدارة، وهذا ما يعبر عنه ابن خلدون حينما قال: "استظهر صاحب الدولة على قومه وأهل عصبيته بالموالي والمصطفين".

وهذه السياسة، أدت إلى استياء العناصر الرئيسية، التي لعبت دورا بارزا في قيام الدولة الفاطمية.

- السياسة الاستراتيجية التوسعية للفاطميين:
فقد كان هؤلاء يعتبرون المغرب، مجرد قاعدة ينطلقون منها نحو الشرق، وبالتالي فإنهم لم يحاولوا الاندماج مع السكان الأصليين، وبقي المغرب في نظرهم مجرد مرحلة مؤقتة.

وبما أنهم كانوا يعملون على التوسع، فقد احتاجوا إلى جيش قوي، مما استلزم موارد مالية ضخمة، لا تفي بها الضرائب التقليدية كالزكاة، لذلك بالغوا في جمع الضرائب وتنويعها.