غالبا ما يتم تدبير النزاعات داخل المؤسسات التربوية من خلال أربع مقاربات وهي: التماشي، التسامح، الانتصار أو الهزيمة، التوفيق وحل المشكل.
التحاشي:
غالبا ما ينزع أطراف النزاع إلى التحاشي وتجنب المواجهة إما اقتناعا منهم أن ليس هناك مشكلا، أو تجاهلا للخلافات وعدم الاكتراث لها.
ولعل هذا الموقف يتولد عند البعض عن الرغبة في الحفاظ على العلاقات التي قد تتزحزح بسبب الدخول في نقاشات وجدالات، فيما البعض الآخر يتجنب الخوض في حل النزاعات خوفا من أن يتولد عن ذلك مشاكل أكثر خطورة.
التسامح:
في الكثير من سيناريوهات حل النزاع، تأخذ الأطراف منحى التسامح، والتنازل، وعدم التشبث بالرأي وإظهار الطيبوبة ولو على حساب الأهداف الشخصية.
وحجتهم أو دافعهم في اتخاذ هذا الموقف خشيتهم من أن تتأثر العلاقات الجيدة بين أطراف النزاع أو يتولد سوء تفاهم عام.
الانتصار أو الهزيمة:
وعنوان هذا الأسلوب المواجهة والهجوم والتشبث بالرأي، ورفض الرأي الآخر.
هذا الموقف غالبا ما يتخذه الطرف الذي لا يؤمن بالتوافق والتراضي، ولا يقبل القسمة على اثنين فإما أن يخرج منتصرا أو منهزما.
وبما أنه لن يقبل الهزيمة، فإنه يعمل كل ما في وسعه لإثبات تفوقه، والخروج من المعركة منتصرا مهما كلف الثمن.
التوفيق:
يعتبر هذا الأسلوب الأنجع والفعال في حل النزاعات، إذ يفتح المجال لكافة الأطراف لطرح أفكارهما وأهدافها، والتوصل بشأنها إلى صيغة يقبلها الجميع.
كما أن هذا الأسلوب يضمن المحافظة على العلاقات، ويزيد من الاحترام والتقدير المتبادلين.
وإذا كانت الأساليب الثلاثة السابقة تنم عن تدبير سلبي للنزاع، سواء من خلال التنازل عن الأهداف الشخصية تحت ذريعة الخوف على زعزعة العلاقات، أو من خلال المواجهة التي لا تقبل القسمة على اثنين، فإن أسلوب التوفيق يعطي أهمية بالغة لحل المشكل انطلاقا من مبدأ الأخذ والعطاء، والحوار والتواصل، والدعم المتبادل، وإيمانا بأن هناك طرق كثيرة لتحقيق الأهداف حين تقبل الأطراف بالانخراط في مناقشة الخلافات المطروحة بصدر رحب.
ترتكز سيرورة حل النزاع على إستراتيجية مكونة من ست مراحل ابتداء من مرحلة وضع اليد عن المشكل أو المشكلات مصدر النزاع وانتهاء بمرحلة التوافق والتراضي والمحافظة على العلاقة الإنسانية بين الشخصين.
التسميات
إدارة تربوية
