التواصل معطى يفرض نفسه بقوة في سياق المهام والأدوار والمسؤوليات التي أنيطت برجل الإدارة التربوية، إنه القناة التي تنقل من خلالها المعلومات والأفكار والتوجيهات بهدف أحداث التفاعل والانسجام بين الأفراد والجماعات.
كما أنه وسيلة للتنسيق بين مختلف أطراف العمل التربوي، وعملية حيوية في اتخاذ القرارات وما يتطلبه ذلك من توافر المعلومات الضرورية بالسرعة والدقة اللازمتين لتكون هذه القرارات صائبة.
من هذا المنطلق يبدو السؤال حول مفهوم التواصل سؤالا مشروعا تقتضيه مرحلة الإصلاح والتأسيس لإدارة تربوية حديثة.
والتواصل الإداري كما يعرفه عبد الحميد البدري هو: " العملية التي يتم من خلالها نقل التوجيهات والمعلومات والأفكار وما شبهها من فرد إلى آخر أو من مجموعة إلى أخرى، وهي عملية يتم عن طريقها إحداث التفاعل بين الأفراد". -الأساليب القيادية والإدارية في المؤسسات التعليمية-.
ولعل من محاسن هذا التعريف أنه يعري عن عيوب تلك النظرة الضيقة للفعل التواصلي، والتي اختزلته في عملية تبليغ المعلومات والأوامر والمستجدات إلى من يعينهم الأمن، ليعطيه بعدا تفاعليا بحيث يصبح التواصل فعلا جزئيا يحدث حركية وتفاعل بين الأفراد والجماعات مما يتيح فرصة النقاش وتبادل الرؤى والأفكار سعيا إلى تحقيق التوافق والتراضي.
والتواصل نوعان، تواصل رسمي، وتواصل غير رسمي. فأما النوع الأول، فهو الذي يتم من خلال قنوات ووسائط رسمية معروفة، حيث يتم تبليغ ما يراد تبليغه من خلال مذكرات ومراسلات ومناشير.
كما يتم هذا النوع من التواصل في احترام تام للتسلسل الإداري.
وأما النوع الثاني، فيتم من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية للأفراد أكثر مما يتم على أساس تراتبية السلطة، ويتميز هذا النوع من التواصل بطابع التلقائية وبدون ضغوط رسمية أو إلزام خارجي، مما يساهم في توفر المعلومات وتدفق المستجدات التي قد لا تتوفر بالطرق الرسمية، بنفس السرعة ونفس الكمية.
وأما النوع الثاني، فيتم من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية للأفراد أكثر مما يتم على أساس تراتبية السلطة، ويتميز هذا النوع من التواصل بطابع التلقائية وبدون ضغوط رسمية أو إلزام خارجي، مما يساهم في توفر المعلومات وتدفق المستجدات التي قد لا تتوفر بالطرق الرسمية، بنفس السرعة ونفس الكمية.
إن للتواصل دور هام في قيادة المؤسسات التربوية لما له من حضور قوي على مستوى التبليغ والتشاور والتفاوض والإقناع واتخاذ القرارات.
وسعيا وراء خلق تواصل جيد وفعال، يجب على رجل الإدارة التربوية أن يكون واعيا بأدبيات التواصل، مدركا لمعيقاته.
ومن الأمور التي يجب عليه تجنبها هناك:
- الإجابة قبل الاستماع إلى وجهة نظر المخاطب؛
- إعداد الجواب ذهنيا عوض الانتباه إلى مضمون رسالة المحاور؛
- رفض الرسالة في مجملها نظرا لتضمينها لعيب بسيط؛
- التأثر بارتسامات سابقة عن المحاور وإسقاطها على ما يقوله ؛
- البحث عن الغلبة والتمييز على حساب الآخر؛
- التحدث بخشونة ودون لباقة؛
- الانقياد للغضب وروح الانتقام وقطع الاتصال.
وختاما يجب أن نقتنع كفاعلين تربويين أن التواصل الفعال هو أحد الشروط الضرورية لتدبير فعال.
فكل العمليات الإدارية والتربوية، وكل الإجراءات الرامية إلى الإصلاح تمر عبر قناة التواصل لشرح الأهداف وحشد الدعم وحل المشكلات وفض النزاعات... كما أن التواصل في بعده التشاوري سيفتح المجال أمام تدبير تشاركي من خلال انتهاج أساليب الحوار والشفافية وما ينتج عنها من اتفاق وإجماع ورضا، والقطيعة مع أساليب الاستبداد بالرأي والقرار، وما يستتبع ذلك من إخفاقات وتذمر...
التسميات
إدارة تربوية
